الخميس, أغسطس 7, 2025
الرئيسيةمقالاتآثار الروح المعنوية للعاملين 
مقالات

آثار الروح المعنوية للعاملين 

آثار الروح المعنوية للعاملين 

آثار الروح المعنوية للعاملين 

 

بقلم ـ محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن مضمون النجاح يكمن في التفاهم والإنسجام بين فريق العمل، ولكن بعض المدراء السلطويين بل بعض المسؤولين وأصحاب المراكز والقرار قد تدفعهم أنانيتهم أو شكوكهم بكفاءات الآخرين ومواهبهم إلى إخفاء جهود الآخرين حتى يظهروا أنهم وحدهم المبدعون في تحقيق الإنجازات وأنهم النسخة الفريدة في البلد التي لا يضاهيها أحد في المهارة والقدرة أو أنها القدرة الأكبر التي على الجميع الإذعان لها، متناسين أن هذه الحالة من شأنها التراجع بالمؤسسة إلى الوراء لأنها تؤثر على الروح المعنوية للعاملين فتصيبهم بالإحباط كما قد تعود على المؤسسة الواحدة. 

بالإنقسامات المتعددة وحتى إذا شكلوا فريق عمل فإنهم يحبذون الفريق التابع المقود الذي لا قرار له ولا إستقلال في الرأي والتفكير، ليكون آلة سهلة لرغباتهم وأفكارهم وحدهم متصورين إن هذا هو الإبداع ولو أعطوا لأنفسهم فرصة أكبر للتأمل والتفكير في النتائج وتناولوا الأمور بعقلية أن الكل أفضل من الفرد لوجدوا أن الإبداع الحقيقي هو في إيجاد فريق عمل واثق من نفسه وقادر على الأخذ بزمام المبادرة في تحقيق الإنتصارات لأن هذا الفريق هو الأكمل والأبقى والأجدر على القيادة والرقي، وهو الذي يؤخذ في المنظور القريب والبعيد على أنه من آثار الخلاقية والإبداع التي يتصف بها المدير الذي أوجده وأسسه وساهم في تفعيله في ميادين العمل، وإن الإداري المبدع هو الذي يرى جهده متكاملا مع الجهود التي يقدمها الآخرون. 

ويرى في إنجازات الآخرين إنجازات للمؤسسة وإنجازات المؤسسة في المحصلة النهائية هي إنجازات الجميع، ولا شك أن الإنسان هو جوهر الإبداع والابتكار وتتحقق الفرص الأكبر للإبداع في ظل الإهتمام المتزايد بالأبعاد الإنسانية في التعاطي الإداري مع الأفراد، فإن الأفراد هم أدوات الإبتكار الحقيقية كما هم أدوات تحقيقه وتطبيقه بأسلوبه الأمثل، فكلما زاد الإهتمام بهم وشعروا أنهم محل إهتمام الإدارة كلما تماسكوا أكثر وشعروا بشدة بالإنتماء إلى المؤسسة والعمل فإجتهدوا أكثر فأكثر لتحقيق المزيد من الإنتاج وتقديم الخدمات في مستواها الأرقى، وإن من أهم العوامل المساعدة التي تجعل من الإبتكار داخل المؤسسات ظاهرة متأصلة وراسخة هو المظاهر الإنسانية في التعاطي مع الأمور لأن سلامة المؤسسة وقوتها من سلامة أفرادها وقوتهم. 

ولا تتحقق أهداف المؤسسة المرسومة إلا إذا صيّرت أفرادها هادفين حتى يتجاوزوا الهامشيات وينشغلوا بالجذور وهذا أمر يتطلب أسلوبا خاصا بالإدارة هو ما يطلق عليه الإدارة بالأهداف ويراد منه، السعي الحثيث لتحقيق أهداف المؤسسة من خلال التركيز على الطاقة البشرية والروح الإنسانية في العاملين لرفع مستوى التزام العاملين بالأهداف ومشاركتهم الفعلية في تحقيقها، واعلموا إن كل عمل لابد أن يواجه صعوبات كثيرة تعيقه حتى يولد وحتى ينمو ويتكامل فعليه أن يتجاوز الكثير من ذلك بروح الصبر والمثابرة والتحدي، وكلما كان العمل أكثر نفعا وأعمق أثرا خصوصا إذا تجاوز المألوف فإن الصعوبات التي ستواجهه أكثر أيضا، وحيث أن الإبتكار يمثل أحد أشكال التغيير للأفضل لذا فإن صعوباته ومعرقلاته أقسى والأفراد الذين يواجهونه أكثر وأقوى.

 

آثار الروح المعنوية للعاملين 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »