المقالات

آفة المجتمعات وأصل الشرور والمصائب

آفة المجتمعات وأصل الشرور والمصائب

آفة المجتمعات وأصل الشرور والمصائب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 27 ديسمبر 2024

آفة المجتمعات وأصل الشرور والمصائب

الحمد لله رب العالمين، دل على الخير وشرع، ونهى عن الشر ومنع، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته جل في علاه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير بريته، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد إن آفة المجتمعات وأصل الشرور والمصائب هي المخدرات، فكم شتتت الأسر وهتكت الأعراض وأباحت السرقات وجرّأت على القتل وتسببت بإنتشار الإنتحار وأنتجت كل بليّة، فقد ذمّها العقلاء وترفّع عنها النبلاء، وحرمها الإسلام وذمّها ولعنها، ولعن متعاطيها ومروجها ومشتريها فهي أشد من الخمر وأنكى، فعندما نتحدث عن المسكرات والمخدرات فإننا نتحدث عن آهات وآلام وشكاوى ضجّت منها البيوت وإصطلى بنارها متعاطيها ومعاشريه وأحالت حياتهم جحيما لا يطاق. 

 

فوالد يشكي وأم تبكي وزوجة حيرى وأولاد تائهون في ضيعة كبرى ، فإن للمخدرات أضرار على متعاطيها وعلى المجتمع، فمن أضرارها على متعاطيها هو ذهاب عقله وتبدل طبائعه وتخليه عن صفات الصالحين والسفه في التصرف فيفعل ما يضره ويترك ما ينفعه، فيفقد الفكر الصحيح والرأي السديد ويحجب عن عواقب الأمور، وتفقده الأمانة فتجعله يفرط فيما يجب حفظه ورعايته فلا يؤمن على مصلحة ولا مال ولا عمل، بل لا يؤمن على محارمه وأسرته، وكما أن متعاطيها عالة على المجتمع لا يقدم لمجتمعه خيرا ويكون منبوذا ومكروها حتى من أقرب الناس إليه، متعاطيها يبدد ماله ولا قدرة له على الكسب الشريف فيلجأ إلى الكسب الحرام كالسرقة والنصب والإحتيال، ويصاحب شرار الناس وصحته في تدهور. 

 

كأمراض الفم والأسنان والجهاز الهضمي وسوء التغذية والرعشة، وكما أن عمره قصير حيث يتوقع إصابته بالموت المفاجئ في أي لحظة، وفاقد للرجولة والفحولة ومهموم مكتئب والطاعة عنده ثقيلة مكروهة ويكره الصالحين ولا يحب مجالستهم ويبتعد عن مجالس الذكر ومواطن العبادة فهو مضطرب نفسيا مهووس عقليا، وأما ضررها على المجتمع فيكفينا ضياع الأسر وانحراف الناشئة ونزول العقوبات والفتن، والبطالة والعطالة والركون للكسل والتسول، وإن وسائل العلاج من إدمان المخدرات كثيرة ومنها التحذير من المخدرات ورفع الوعي ومراقبة الأبناء ومعرفة من يزورهم ومن يخرجون معه وكيفية طريقة نومهم وأكلهم وإكتشاف المشكلة ومعالجتها فتعاونوا على محاربة المخدرات بكل وسيلة لأن ضررها عام.

 

فلابد من التعاون العام وإرشاد المجتمع بكل فئاته عن طريق وسائل الإعلام بأن المخدرات سم قاتل ولابد من توفير فرص العمل والدراسة ومحاربة البطالة والفراغ ولابد من تعريف الناس أن المخدرات من أعظم الذنوب وصاحبها ملعون ونشر الفضائل بكل أنواعها بين الناس ومحاربة الرذائل بكل أنواعها فإن الحسنة تلد الحسنة والسيئة تلد السيئة، فاللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك اللهم لنا فيمن أعطيت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك اللهم أعطنا ولا تحرمنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا واقبل توبتنا وفك أسرنا واحسن خلاصنا وبلغنا مما يرضيك آمالنا واختم بالصالحات أعمالنا.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار