المقالات

الدكروري يكتب عن مفهوم الأسرة في الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحياة الدنيا هي ممر سريع إلى الآخرة، وإن على المؤمن والمؤمنة أن يسعى في تحقيق التدين الكامل الذي يشمل جميع مناحي الحياة كما قال تعالى عن خليلة إبراهيم عليه السلام ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ” فلا يكفي أن تكون صلاتك ونسكك لله، بل ينبغي أن تكون حياتك ومماتك لله، فمتى يصل التدين فينا إلى هذا المستوى؟ على الرغم من أن معظم الأشخاص يصورون العائلة التقليدية كرجل وامرأة متزوجين مع أطفالهما البيولوجيين، إلا أن هذا النمط تغيّر منذ عديدة، ولقد ساهم العديد من الباحثين العرب والغربيين في تحديد مفهوم الأسرة، وقد عرّفها القاموس النقدي لعلم الاجتماع بأنها تلك الهيئة التي تميز الحياة الإنسانية والتي لا يمكن تفسير أية هيئة أخرى بدون الرجوع إليها لكونها تمثل نواة المجتمع، وهي تتألف من مجموعة من الأفراد يتقاسمون الأدوار فيما بينهم، حيث يوجد مجموعة من الشروط .

الواجب توافرها في الجماعة الاجتماعية ليطلق عليها مصطلح أسرة، ومن أبرزها هو وجود رابطة زوجية بين عضوين على الأقل من جنسين مختلفين، ووجود صلات قرابة دموية كأساس للعلاقات الاجتماعية، ووجود شكل من أشكال الإقامة المشتركة والمستمرة، ووجود مجموعة وظائف محددة، ووجود مجموعة قواعد تنظيمية رسمية وغير رسمية، ويرتبط دراسة موضوع الأسرة عند الكثير من الباحثين بمصطلح شائع التداول في هذا الشأن وهو العائلة، حيث يوظف العديد منهم مصطلح العائلة للتعبير بنفس الدلالة عما يوحي به مصطلح الأسرة، ولكن هذا غير صحيح لاختلافهما في أكثر من موضع، حيث تتباين العائلة عن الأسرة في حجم الأسرة أصغر من حجم العائلة، ووجود الأسرة يتردد أكثر في المدينة ووجود العائلة يتردد أكثر في القرية.

والأسرة هي الجماعة القرابية الوحيدة في مجتمع المدينة، وإن هناك العديد من الوظائف الحديثة للأسرة ومنها أن الأسرة هي المؤسسة الأولى المسؤولة عن حفظ النوع من الانقراض وذلك لأنها المكان الطبيعي لإنجاب أفراد جديدة في المجتمع، وإشباع الحاجات الفسيولوجية وهي الحاجة على أساسيات الحياة من غذاء وملبس ورعاية ومأوى، وإشباع الحاجات النفسية والمعنوية للفرد وللمجتمع، وهذه الحاجات مثل احتياج الفرد للشعور بأنه ينتمي إلى جماعة معينة، وأن له مكانة عالية ومرموقة بها، وأيضا كشعور الأمان الذي توفره الأسرة للفرد في مجتمعه، وللأسرة وظيفة اقتصادية فحديثا أصبح لكل فرد في الأسرة دورة في زيادة دخل الأسرة، وبرز دور النساء كذلك في تدبير أمر الميزانية المتعلقة بالأسرة، وكما إن من الوظائف الأساسية للأسرة تجاه المجتمع.

أنها تعمل على ترسيخ المعتقدات الدينية، وبث روح الوطنية والتضحية من أجل الوطن في نفوس الأبناء، وحثهم على أن يكونوا أوفياء لوطنهم، وينتمون إليه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن للأسرة دور وظيفي في حياة الأفراد والمجتمع، فمن خلالها يتم من تراث الأمة وحاضرها وترسيخ معنى الحضارة في نفوس أبنائها وشعبها وكيفية المحافظة عليه من أعدائه، وأيضا تقوية علاقة المجتمع بغيره من المجتمعات من واجب الأسر، وذلك نتيجة أن الأسرة تربي الأجيال التي تتعامل مع غيرها من المجتمعات، وترسم للعالم الخارجي الصورة سواء الحسنة أو السيئة عن المجتمع، وإن حال الأسرة ينعكس على حال الأبناء وبالتالي ينعكس على حال المجتمع ككل، فإذا تواجد الطفل وتعود أن يكون البيت نظيفا مرتبا يسوده جو المحبة والرحمة سوف ينعكس ذلك على مجتمعه، أما إذا كان الطفل يعيش في بيت، يسوده الفوضى والكراهية هذا سوف يؤثر بالطبع على مجتمعه.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار