المقالات

أخطر فساد العصر

جريده موطني

أخطر فساد العصر

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 أخطر فساد العصر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم الذي كان يعلم أصحابه أن المال والوجاهة الاجتماعية، والمناصب المرموقة لا تضفي على الإنسان فضلا لا يستحقه، وأن الفقر وقلة المال والجاه، لا يسلب الإنسان شرفا يستحقه وروى البخاري من حديث سهل بن سعد قال مر رجل علينا ونحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عندنا ماذا تقول في هذا الرجل؟ قال يا رسول الله، هذا من أشراف أهل المدينة، هذا من أحسنهم حسبا ونسبا، هذا من أكثرهم مالا، هذا حري إن خطب يخطب، وإن تكلم يُسمع، وإن شفع يُشفع، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر، فقال صلى الله عليه وسلم للرجل نفسه فماذا تقول لهذا الرجل؟

 

قال يا رسول الله، هذا من فقراء الأنصار، هذا لا حسب، ولا نسب، هذا حري إن خطب ما يُخطب، وإن تكلم ما يُسمع، وإن شفع ما يُشفع، فقال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ” هذا ويعني الفقير الذي لا حسب ولا نسب خير من ملء الأرض من مثل هذا” بمعني هذا الذي في نظرك الذي إذا تكلم ما يسمع، وإذا شفع ما يشفع، وإذا خطب ما يخطب، هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا” رواه البخاري، أما بعد فإن من أكبر وأخطر أنواع الفساد الذي نعيشه في عصرنا هذا هو الفساد الإداري وذلك بتقديم ذوي الحسب أو الثقة أو صاحب المصلحة على الكفاءات في شتى مجالات المجتمع وهذا بلا شك يؤدي إلى فساد القوم وقد سُئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين ؟

 

قال “ثلاثة، وضع الصغير مكان الكبير، وضع الجاهل مكان العالم، وضع التابع في القيادة” وإن علاج ظاهرة الفساد والقضاء على هذه الظاهرة وسبل مواجهتها ينحصر في ثلاثة أمور رئيسية وهى التوجيه والإرشاد بخطر الفساد وعاقبة المفسدين، وذلك بكثرة التوعية والندوات عن طريق الدعاة والإعلام المرئي والمسموع والمقروء، ومراكز الشباب والأمسيات الدينية والخطب والدروس، والمحاضرات وشبكة المعلومات الدولية، وجميع وسائل الاتصال الحديثة، بهدف توضيح مخاطر الفساد على المستوى الثقافي والديني والاجتماعي والاقتصادي مع بيان أن جريمة الفساد إنما هي مخالفة صريحة للأوامر الإلهية ولما جاء بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

 

وبيان أن ذلك دليل على ضعف الوازع الدينى لدى الفاسد والمفسد، ولهذا فإن الإسلام يعمل على تنمية وتقوية الوازع الدينى لدى كل أفراد المجتمع حتى يكون الوازع الدينى هو الذى يمنع المرء من ممارسة الفساد وارتكاب جرائمه، وكذلك تربية النشء على المبادئ الإسلامية، فالمطلوب أن الكل يرحم بعضهم بعضا، الرئيس يرحم المرؤسين، والأب يرحم الابن، والزوج يرحم الزوجة، والغني يرحم الفقير، والقوي يرحم الضعيف، والجار يرحم جاره، الكل يتراحم فيما بينهم، حتى يصدق فينا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّي “. أخطر فساد العصر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار