مقالات

أرض أقسم الله سبحانه وتعالى بها

أرض أقسم الله سبحانه وتعالى بها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد إن من أعظم خصائص هذا الدين الإسلامي أن لكل عامل قدره عند الله تعالي وأنه جعل الإنسان المؤمن إيجابيا في حياته مهما كان قدره ووضعه، وتأمل هذا الحديث لتعلم أنه لا يوجد في أمة الإسلام فرد مهمش أو لا قيمة له، إنك تشعر وأنت تقرأه أنه يصنع منك شيئا عظيما، فقيل سأل رجل من أهل اليمامة أبا ذر رضي الله عنه قال دلني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة. 

 

فقال أبو ذر رضي الله عنه سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” يؤمن بالله ” فقلت يا رسول الله إن مع الإيمان عملا ؟ قال “يرضخ مما رزقه الله ” قلت وإن كان معدما، لا شيء له ؟ قال ” يقول معروفا بلسانه ” قلت وإن كان عييا، لا يبلغ عنه لسانه ؟ أي لايحسن الكلام، قال “فيعين مغلوبا ” قلت فإن كان ضعيفا، لا قدرة له ؟ قال ” فليصنع لأخرق ” والأخرق هو الذي لايتقن مايعمله قلت وإن كان أخرق ؟ قال فالتفت إلي، وقال ” ما تريد أن تدع في صاحبك شيئا من الخير ؟ فليدع الناس من أذاه” فقلت يا رسول الله إن هذه كلمة تيسير، فقال صلى الله عليه وسلم ” والذي نفسي بيده، ما من عبد يعمل بخصلة منها، يريد بها ما عند الله، إلا أخذت بيده يوم القيامة حتى تدخله الجنة ” رواه ابن حبان، فيقول الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ” 

 

فلننصر ديننا بكل ألوان النصرة الممكنة والمتاحة، وكل بحسب مكانته العلمية، والإجتماعية والمالية وكل بالطريقة المناسبة لوضعه الوطني والإقليمي والعالمي إنصر دينك بعلمك وبدعوتك وبجهادك وبنهضة أمتك في كل مجالات الحياة، وبمالك وبتشجيعك وبفكرك، ما إستطعت لذالك سبيلا، واعلموا إن سيناء هي أرض مقدسة مباركة وصفها الله بالبقعة المباركة فقال تعالى ” فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ” وفى موضع آخر يصفها رب العزة جل وعلا بالوادي المقدس أي الذى تقدس فيقول تعالي ” فلما أتاها نودي يا موسي إني أنا ربك فاخلع نعليك غنك بالوادي المقدس طوي ” وإن أرض سيناء أقسم الله سبحانه وتعالى بها، حيث أقسم الله تعالى بها في القرآن الكريم، والله تعالى لا يقسم إلا بالعظيم لأن العظيم لا يقسم إلا بالعظيم. 

 

فهذه الأماكن لها من المكانة العظيمة عند الله تعالى فقال تعالى ” والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين ” وطور سنين هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وهو جبل الطور في سيناء، وكما أن سيناء هي أرض الخير والنماء، فقد جعل الله تعالى فيها سرا وبركة إقتصادية يمكن أن نلمحها من قول الله تعالى حيث يتحدث الله تعالى عن خلق السماوات السبع والبشر وإنزال الماء من السماء وجنات النخيل والأعناب، وبعدها يقول تعالى ” وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين” أي جعل شجرة الزيتون التي تنبت في جبل الطور في الوادي المقدس من نعم الله تعالى على الخلق شأن النعم التي سبقتها في الآيات وجعل نعمة هذه الشجرة مستمرة متجددة شأن المطر والجنات والبساتين والسماوات السبع وجاء التعبير بالمضارع. 

أرض أقسم الله سبحانه وتعالى بها

فقال تعالي ” وشجرة تخرج ” وكما قال تعالي ” تنبت بالدهن ” وأن هذا الخير الإلهي مستمد من ذلك الوادي المقدس الذي شهد وحده كلام الله تعالى لأحد الأنبياء، وأن هذا الخير وضعه الله لكفاية البشرية.

أرض أقسم الله سبحانه وتعالى بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى