
أسباب شفاعة الرسول الحبيب المصطفي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على عباده جاد، بدأهم بالفضل وله عليهم أعاد، آلائه عليهم سابغة ما خفيّ منها أعظم مما هو باد في فضله يتقلبون فهو عليهم ما بين طريف وتلاد وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ما مرّ تال بذكر قوم هود عاد ثم أما بعد لقد أوجب الله عز وجل تعزير وتوقير رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وألزم إكرامه وتعظيمه، ونهى عن التقدم بين يديه بالقول وسوء الأدب بسبقه بالكلام، وفي إهمال حقه، وتضييع حرمته، وقد إمتثل الصحابة رضوان الله عليهم تلك الأوامر الإلهية، فحفظوا حقوق سيد البرية، وتأدبوا معه صلى الله عليه وسلم بما يليق بمقامه الشريف، وفضله المنيف، ففي قصة صلح الحديبية أن عروة بن مسعود جعل يرمق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال فو الله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة.
إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون إليه النظر تعظيما له، فرجع عروة إلى أصحابه، فقال ” أي قوم والله لقد وفدت على الملوك وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا” رواه البخاري، وفي نفس القصة أن عروة بن مسعود دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يحدثه، ويشير بيده إليه، حتى تمسّ لحيته، والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله صلى عليه وسلم بيده السيف، فقال له ” اقبض يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن لا ترجع إليك” فقبض يده عروة، رواه البخاري، وروي أن عمر رضي الله عنه عمد إلى ميزاب للعباس على ممر الناس، فقلعه.
فقال له ” أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي وضعه في مكانه ” فأقسم عمر ” لتصعدن على ظهري، ولتضعنه موضعه ” رواه أحمد، وعن أبي رزين قال قيل للعباس أنت أكبر أو النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال هو أكبر، وأنا ولدت قبله” وقيل أنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، نزل على أبي أيوب، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم السفل، ونزل أبو أيوب العلو، فلما أمسى، وبات جعل أبو أيوب يذكر أنه على ظهر بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل منه، وهو بينه وبين الوحي، فجعل أبو أيوب لا ينام يحاذر أن يتناثر عليه الغبار، ويتحرك فيؤذيه، فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” يارسول الله ما جعلت الليلة فيها غمضا أنا ولا أم أيوب، فقال ومم ذاك يا أبا أيوب؟ قال ذكرت أني على ظهر بيت أنت أسفل مني، فأتحرك،
فيتنار عليك الغبار، ويؤذيك تحركي، وأنا بينك وبين الوحي ” رواه أحمد ومسلم، وإن شفاعة الرسول الحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم تنال بأسباب منها الإخلاص في قول كلمة التوحيد، وذلك عن طريق تحقيق التوحيد لله عز وجل وعدم الإشراك به، فقد جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ” أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ” وكما أن من أسباب نيل شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هو الترديد مع الأذان وقول الدعاء الوارد، لحديث جابر مرفوعا ” إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليّ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة”
أسباب شفاعة الرسول الحبيب المصطفي