
أعضاء مجلس النواب والتعامل مع ازمة هجرة الاطباء
بقلم :المستشار أشرف عمر

الثروة البشرية قيمة استثمارية مضافة للاقتصاد في أي دولة في العالم وكثير من الدول النامية كالهند والفلبين وغيرها اعتمدت في تنمية اقتصادها وزيادة مدخلاتها الدولاريه عن طريق تصدير الثروة البشرية فالأطباء والخدمات التمريضية من الهند والفلبين اقتحموا كل بلاد العالم المتقدم والدول الخليجية واصبحوا يفضلونهم فى العمل على العمالة المصرية ، وهذا الامر سببه عدم اعداد كوادر بشرية متنوعه جاهزة للتصدير
ولكن الملفت للنظر اقتراح أحد اعضاء مجلس النواب اصدار قانون يمنع الاطباء من السفر خارج مصر لمدة خمس سنوات مقابل المصروفات التي تحملتها الدولة اثناء التعليم
وهذا يدل على حالة العشوائية في طرح مثل هذه الافكار والامور الحساسة والتي قد تؤدى الى احجام الكثير من العمل في الحكومة وهجرة مهنة الطب
لان الرجل في طرحة لم يكن واقعيا ولم يقم بدراسة واسباب رغبة الاطباء في الهجرة الى خارج البلاد ومحاولة حلها بدلا من ان يدلى باقتراحات عشوائية دون علم او دراسة و معرفة .
ولك سيادة النائب فان الدستور المصري قد حفظ الحق للمصريين في التعليم المجاني وطالب الطب شأنه شأن أي طالب اخر في الجامعات المصرية واذا كنت تريد العدل فينبغي الرجوع على كل المتخرجين من كل التخصصات اما التعسف الوارد في اقتراحك يخالف الدستور والعدالة الانسانية
وكذلك فان التعليم الحكومي في الجامعات المصرية لم يعد مجانيا لطلبة الطب كما يظن السيد النائب وانما هو مكلف حيث ان الجميع يشترى ادواته على نفقته الخاصة ، علاوة على المصروفات التي يتكبدها .
وكذلك فان منع سفر الطبيب للعمل في الخارج لمدة خمس سنوات من تاريخ تخرجة هو تعدى على حريات الانسان ومصادرة حقة في السفر، وتمييز بين الاطباء المبتدئين واساتذة الجامعات المسيطرين علي سوق العمل الطبي
كما ان عدم سفر الطبيب الشاب له تداعيات اخرى في تكوين مستقبلة وبناء اسرة لأنه لا يمكن لطبيب في بداية حياته المهنية ان يتزوج و راتبة ضعيف
وكذلك ينبغي على الحكومة ان تقوم بتوفير مناخ امن للأطباء فى العمل حيث ان الطبيب يعانى الامرين في التعامل اليومي مع اهل المرضى والبلطجية والتعدي عليهم بالسب والقذف والضرب ، وغيرة من المشاكل الاخرى .
لذلك كان ينبغي على النائب المحترم ان يضع اليه بالتنسيق مع الحكومة لتحسين احوال الاطباء المبتدئين و تأمين حياتهم وحفظ حقهم فى السفر والتصدير من اجل المال والعلم والمعرفة
وتحويل مسار الاطباء والصيادلة وخريجي كليات العلوم ممن تخلت عنهم الحكومة بعدم التكليف للدراسة المكثفة للعمل كأطباء
مهنة الطب اصبح يحتكرها اطباء بعينهم وقد كونوا ثروات كثيرة من ورائها دون النظر فى مساعدة المبتدئين من زملائهم
وقد ان الاوان لإعادة النظر في منظومة العلاج الطبي في الدولة وتحسين مستوى الخدمة وتشجيع المواطنين للعلاج بمقابل حتى يتم تحسين احوال الاطباء الشباب المادية وتوفير بيئة امنه لهم لتأدية اعمالهم وان يعاد النظر فى جدول رواتب العاملين في الدوله
مع العلم بان تحسين الاداء الحكومي لا يكون الا بالتخطيط وربط مخرجات التعليم مع ظروف العمل في البلاد وعلى الدولة وضع رؤية جديدة للاستفادة من العنصر البشرى سواء في التصدير الداخلي او الخارجي لان اعداد الخريجين العاطلين كثيرة ويحتاج تشغيلها وتحسين احوالها المادية افكار خارج الصندوق لمساعدة الشباب في بداية حياتهم المهنية وتحسين جودة العمل وليس بمصادرة حرياتهم في السفر كما يريد نائب الشعب