Uncategorized

أعظم وسائل تحقيق الأمن والإستقرار

أعظم وسائل تحقيق الأمن والإستقرار
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أُطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن من أفضل نعم الله تعالي علي الإنسان هي نعمة الامن، وإن من وسائل تحقيق الأمن والإستقرار هو طاعة ولي الأمر، والسمع والطاعة لمن ولاه الله تعالى الأمر في المعروف، فذلك من أسباب إستجلاب الأمن وتوطيده، وقال الحافظ بن رجب رحمه الله “وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنظيم مصالح العباد في معاشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم” وبالسمع والطاعة وإجتماع الكلمة يعم الأمن والإستقرار.

ويتوحد الصف في ربوع الدولة الإسلامية، وتظهر الأمة المسلمة بمظهر الهيبة والقوة والرهبة أمام الأعداء، وقد قال ابن المبارك رحمه الله “الله يدفع بالسلطان معضلة عن ديننا رحمة منه ورضوانا” وإن من الأسس التي يقوم عليها الأمن والإستقرار وتواجه بها الدعوات الهدامة هو الإصلاح بين الأحزاب والجماعات وبين الأسر والعائلات ولأهمية الصلح والإصلاح ذكره الله تعالى في كتابه أكثر من مائة وثمانين مرة في القرآن الكريم وفي ذلك دلالة على أهميته لإستقامة الحياة بالتعاون والتآلف والمودة والوفاء، والإصلاح بين المسلمين واجب شرعي وضرورة إجتماعية ومطلب حضاري، ولذلك حث الله تعالى في محكم تنزيله، ووجه اليه الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا أتباعه إلى التصالح وبلورة ثقافة المصالحة بين المسلمين.

فهذه الثقافة من شأنها أن تدعم البناء الإجتماعي وتحفظ تماسكه وتقيه مخاطر التصدع والإنهيار، وفي نصائح وتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت أحاديث كثيرة في فضائل الصلح بين الناس، وأن السعي بالصلح بين الناس من افضل العبادات وأحسن القربات التي يتقرب بها الإنسان المسلم إلى الله عز وجل، لذلك خص الله المصلحين بجميل الثناء ووعدهم كريم الجزاء، وأي جزاء وأغلى من جنة الرضوان، وكما يجب علينا أن نعبد الله تعالى حق عبادته، وعبادته ليست مقصورة على الأركان الخمسة بل هي شاملة لجميع مناحي الحياة في البيت في الطريق في العمل في المدرسة في الأسواق فإذا عبدنا الله عز وجل حق العبادة فستنعدم جميع المخالفات وستختفي جميع التعديات، فيقول تعالى ” فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”

وقال قتادة رحمه الله في هذه الآية “كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلا وأشقاهم عيشا وأجوعهم بطونا وأعراه جلودا وأبينه ضلالا، من عاش منهم عاش شقيا ومن مات منهم ردي في النار، يؤكلون ولا يأكلون، والله ما نعلم قبيلا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشرّ منزلا منهم حتى جاء الله بالإسلام، فمكن به في البلاد ووسّع به في الرزق وجعلهم به ملوكا على رقاب الناس” وقيل إذا الإيمان ضاع فلا أمان، ولا دنيا لمن لم يحي دينا، ومن رضي الحياة بغير دين، فقد جعل الفناء لها قرينا.

أعظم وسائل تحقيق الأمن والإستقرار

أعظم وسائل تحقيق الأمن والإستقرار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى