المقالات

أفكار بصوت مرتفع

جريدة موطني

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتناول في هذا المقال موضوع مهم جدا ولربما كتب عنه الكثير من الصحفيين لكن سنحاول تسليط الضوء هنا على بعض النقاط الدقيقة فيه الا وهو موضوع تعنيف الطفل والأثر النفسي والمجتمعي المترتب على ذلك إذ ان ضرب الطفل من قبل الأم أو الأب على بعض الأماكن ضربات قوية لربما يجهل الأهل عواقبها الوخيمة لكنها خطرة جدا إذ إن الضربات القوية والمكررة على الرأس تقتل وتشوه كل خلايا الإبداع في المخ والرأس لأن المخ يحتوي على الاف الخلايا الدقيقة والحساسة وكذلك الضرب على الوجه او الصفع يؤثر على النظر ويشوه عضلات الوجه ويدمر نفسية الطفل بشكل كامل وكذلك الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم اوصى بعدم صفع أي إنسان على وجهه لما لذلك من آثار وأضرار صحية ونفسية على الإنسان وتخلف قلة الثقة بالنفس والخواطر المكسورة للأسف ،وأثبت علماء النفس المتخصصين إن الطفل يحتاج كل يوم الى أربع وعشرين قبلة وإحتضان لينمو نموا نفسيا سليما لذلك تنظيم الأسرة بعدد محدد من الاطفال في هذه الحالة مهم جدا ليحظى كل منهم بإهتمام وحب وقبلات بشكل كافي ، لكن في الكثير من البيوت لا يحظى الأطفال ولا بقبلة واحدة من ابويه خلال اليوم للأسف ،وكذلك لمسات الحب على الرأس والوجه واليدين تعطي ثقة بالنفس للطفل وتنمي طاقاته وتحسن ثقته بنفسه وتشجعه على العطاء خاصة عطاء الحب الذي هو أسخى وأسمى درجات العطاء والأهم من ذلك إنها تزرع بداخله حب أبويه وبرهم ،لأنه في أحيان كثيرة يكون الإبن او البنت عاقين بسبب قسوة الأهل في الطفولة ،أما الكلمات النابية ووصف الطفل بصفات قاسية ومكروهة مثل انت غبي فهي ذات مردود سئ جدا على الحالة النفسية للطفل ونتائجها سيئة جدا لأن المخ مثل جهاز المخابرات في جسم الإنسان فأي كلمة سيئة تسمعها الأذن تنقلها للمخ مباشرة والمخ يطبقها على الإنسان فمهما كان ذكيا ومجتهدا سيقوم بافعال غبية لأن المقابل من زرع ذلك فيه ،أما عن كلمات التنمر مثل انت سمين مثل الفيل او انت نحيل مثل الهيكل العظمي او انت اسود او شاحب او غيرها فهذا سيكون عند الطفل عقدة نقص كبيرة تظل معه الى آخر يوم من حياته لذلك حتى وان كان الطفل يعاني من بذرة لعقدة نقص ما يجب ان نقتلها في مهدها بواسطة دعمه ونوعيه بأن الكمال لله وان الله خلقنا مختلفين لنتكامل وليس لنتناسخ وكلنا جميلين لأن الله لم يخلق شيئا قبيحا ،وهناك خطأ كبير يقوم به الأهل ليجعلون الطفل يغار ويطور نفسه لكن ذلك سيكون له أثر سلبي ونفسي سئ جدا جدا الا وهو مقارنة الطفل مع اخيه او مع طفل صديق او قريب او غيره لأن هذا الشئ سيجعل الطفل يكره ذلك الطفل ويكره نفسه وسيتحطم تماما وحرفيا ،اما التربية السليمة التي سنجني حصاد ثمرتها فيما بعد وسيجازينا الله بأولاد وبنات مطيعين سليمين ناجحين هي اولا تحاشي ضرب الطفل على الرأس لتنمو خلاياه الإبداعية بشكل سليم لأن العلماء اثبتوا ان كل انسان لديه مواهب خلاقة خاصة لكن الكثيرين منا لم يكتشفها بعد او لم يعرف كيف يكتشفها او قتلت بضربات مبرحة على الرأس او بكلمات التعنيف الشديدة فهناك من لديه موهبة الشعر وهناك من لديه موهبة الرسم او هناك من لديه موهبة الرياضة او الكتابة او الرياضيات اذ ممكن ان يكون الولد او البنت اينشتاين اخر في بلده ، لكن الأهل قتلوا تلك المواهب بالتعنيف المستمر وكذلك المعلم القاسي سئ الخلق العصبي الطباع يدمر الإنسان ويكون ذكرى مؤلمة في المستقبل ،فكلنا لم ولن ننسى معلمونا الرائعين المربين الفاضلين وكذلك لن ننسى المعلم القاسي السئ الذي يضرب ضربا مبرحا بالعصا على اليد والرأس والكثير من المعلمين سببوا أمراض نفسية وعضوية للأولاد بسبب قسوة الضرب او جرة اذن شديدة او غيرها ،لذلك التربية السليمة تكون بنصح الطفل فمثلا الطفل النزق او الذي يتلفظ الفاظا سيئة يجب ان ننصحه ونطبق امامه النصيحة لأن الطفل يميل للتقليد لذلك العمل الحسن الذي تقوم به امامه يؤثر اكثر من النصيحة وكذلك مسك شحمة الأذن بصورة معتدلة او الضربة البسيطة على اليد او الرجل بدون قسوة تعطي الطفل جرس إنذار بأن ما فعله شئ خاطئ لأن الطفل يولد مثل الورقة البيضاء لذلك فهو لايعرف ولايفرق بين الخطأ والصواب فواجب علينا تنبيهه ان لم ينفع الكلام ،وكذلك يجب علينا وحسب مقدرتنا المادية شراء العاب وأشياء متنوعة للطفل مثل الات موسيقية او الوان ودفتر رسم او جهاز رياضة او كتاب او قصة او لعبة تخص الذكاء تناسب عمره لنساعده على اكتشاف مواهبه وتنميتها ،وكذلك التربيت على كتفه عند إنزعاجه وبكاءه ورقيته بأيات قرآنية او دعوات كل ذلك سيساعد الطفل على بناء شخصية قوية سوية عاطفية محبة ،وهناك امر شديد الأهمية وهي إعطاء الطفل مساحة من الحرية بإختيار رفيق او صديق او ممارسة لعبة او هواية ،وان نوفر له رفاهية حسب وضع الاسرة المعيشي مثل مكافأته اخر الأسبوع بخروجة ما لمكان يحبه او شراء ما يحب من الطعام ،وكذلك إحتضان الطفل ليلا ووضعه بوضع ملامس لرقبة ووجه الأم وبالقرب من قلبها فذلك مهم جدا جدا لأنه اقتداء وتطبيق لتعاليم آل البيت عليهم السلام لأن فصل الطفل عن الام ووضعه بغرفة خاصة به او تكليف مربية لأمر تربية الطفل هذا الشيء من تقاليد الغرب فقط وأثبتت الدراسات العلمية النفسية المتخصصة بشؤؤن الطفل ان هذا شيئا غير صحي إطلاقا ،اما الضرب والتوبيخ او عدم توفر الأمور التي ذكرنا سينتج ابنا عاقا او مجرم سايكو وبلا مبالغة لأنه سيكره الاخرين وتكون له رغبة بالإنتقام من كل من حوله تصل درجة الحقد والكره داخله لقتل الاخرين وتعذيبهم ويكون إنسان يميل للشر وعدواني ويسعده الم الاخرين أو أن يكون سارقا لأنه تربى على عدم القناعة او غيورا او عصبيا او يعاني من امراض نفسية خطيرة جدا تؤثر عليه وعلى من حوله وليفهم الأم والأب ان إهانة الطفل ستخلق منه إنسان عديم الكرامة عاشقا للإهانة مريضا بالعبودية بعدما وهبهم الله ملاكا طاهرا جميلا،لذلك العدالة بالتعامل مع الاولاد وعدم التفرقة بين الولد والبنت مثلا وتوفير كل ما ذكرنا من امور وعدم تعنيف الطفل ستجعل المجتمع يحظى بإنسانا سويا مبدعا معطاء والله الموفق.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار