ادب وثقافة

أفكار بصوت مرتفع

جريدة موطني

أفكار بصوت مرتفع
بقلمي زينب كاظم 
أفكار بصوت مرتفع
سنتطرق في هذا المقال على موضوع مهم جدا ومستفز وهو سرقة جهود الاخرين بحجة ليست هناك حقوق نشر او طريقة حفظ من السرقة على وسائل التواصل كالمقالات والخواطر والاشعار والافكار والاقوال والحكم الخاصة بنا والنابعة من تجربتنا بالحياة, وغيره من الابداعات كاللوحات وتصاميم الملابس ومختلف الفنون لكننا هنا سنسلط الضوء على سرقة الانتاجات الادبية لأنها اكثر انتشارا كونها تنشر على وسائل التواصل ومن ثم وبضغطة زر خفيفة تسرق ومن ثم يتم التعديل البسيط عليها كحذف اسم الكاتب او تغيير بعض الرتوش والاشياء للأسف بلا حساب وبلا تأنيب ضمير وهناك من ينسب جهود غيره لنفسه بدل كتابة اسم الكاتب الحقيقي وهذه جريمة لأنها سرقة حرفيا وبدم بارد واشد ظلما من سرقة المال لأنك بهذا تسرق شخصية وشعور واحساس وحياة غيرك .
ان لكل انسان تجربته الخاصة بالحياة والتي تدفعه يكتب والكتابة وسيلة تنفيس عن الطاقات والضغوط التي تواجهنا ولكل انسان لمسته الخاصة بالكتابة والتي تنبع من شخصيته وتجربته بالحياة لذلك سرقة كتابات الاخرين شئ نشاز جدا
لأن كل انسان له بصمة تفكير ونمط حياة وتجارب تختلف جذريا عن الاخر .
أفكار بصوت مرتفع
فكيف تسرق احساس انسان وشخصيته من خلال سرقتك لكلماته فمثلا احيانا يكتب الانسان وعيناه تدمع وحزين ومنفعل ومجروح بسبب فراق او خيانة او مرض وتخرج منه كلمات مؤثرة في لحظة الهام ,
وانت تأتي تسرق الكلمات وتنشرها باسمك انت لكن احساسك يختلف عن احساسه ودرجة المه وتأثره في وقت هطول الالهام عليه او قد يكون مسرورا وكتب لأنه نجح او اعتلى منصب او نال حصاد جهوده ومن ثم تسرق فرحته فأنت بهذا تكون سارق وخائن لنفسك اولا ومن ثم للاخر لأنه ستجلس في لحظة ما بلا انجاز ولا ابداع وتحتقر نفسك لأنك مجرد سارق و الناس يملكون من الذكاء الكثير خاصة من يعرفونك جيدا على ارض الواقع او على وسائل التواصل ويعلمون هذا ليس نمط تفكيرك ولا حروفك لكن يصمتون خوفا من ان يهينوك اويجرحوك فأنت بهذا تضع نفسك بموقف حرج جدا او قد يعلق الناس خاصة الذين يبحثون عن تفاعل دون ان يقدموا شئ ناجح او مفيد لمجتمعهم فيكتبون كلمة روعة او جميل دون ان يقرأؤا حتى كي تبادلهم التفاعل فقط وهذا ما لمسناه حقيقة او قد يكون المنشور المكتوب موثق باسم صاحبه بالگوگل فأنت بهذا تجعل الناس يحتقروك تماما ولا يثقون بك وقد يظهر انسان شجاع وحقاني ويكتب له انه ليس لك وموثق باسم فلان بالتأريخ الفلاني اي نشر قبل ان تسرقه انت وهذا لن يجعل منك بنظر الناس الا انسان فاشل تسرق جهود غيرك بلا تعب ولا ابداع ولا يكون نابع منك ومن تجربتك وشخصيتك والهوايات التي تحب .
اذا الحل لذلك ان تكون انسانا مبدعا وتكتشف بذكاءك وقابلياتك مواطن الابداع عندك فمثلا كل انسان خلقه الله حباه بمواهب وابداعات متفردا فيها عن غيره لكن يقع على عاتقه اكتشافها فهناك من يعشق الرياضة وهناك من يحب الرسم وهناك من تستهويه الرياضة وهناك من يحب الكتابة وغيرها وغيرها …اما ان كنت عاشقا للكتابة تحديدا حاول تكتب مرة ومرتين وثلاث وطور ذاتك وستجد نفسك تتطورمرة بعد مرة وستجد فيض من الافكار تبوح بها للورق بل حتى قلمك سيحترمك ان قدسته واحترمته ولم تلبسه ثوب السارق .
لذلك ننصح الاهل بمساعدة ابناءهم على اكتشاف مواهبهم وان يشجعوهم على تطويرها والا يقفوا بطريق طموحهم مهما كانت تلك الموهبة فمثلا اذا جاء الطفل الى احد ابويه وقد رسم لوحة بسيطة فهذا يعني ان لديه بوادر جميلة بأن يكون رساما وما علينا الا تشجيعه ومدحه والثناء على لوحته البسيطة لكي يطور تلك الموهبة وينميها وكذلك هناك مواهب خلاقة لكنها قد لا تناسب مجتمعنا كالرقص والغناء خاصة للاناث لكن اياكم قتل تلك الموهبة لأن قتل المواهب يؤدي الى امراض نفسية واعاقات فكرية فيما بعد دعوه يرقص ويغني ويلحن ويملأ العالم فرحا ومن ثم ينضم لفريق يخص جنسه مثلا الاناث مع الاناث والذكور مع الذكور ان كانت تلك المواهب والفنون لا تناسب بعض البيوتات وبعض الاسر وبعض المجتمعات لكن لا تغتالوها في مهدها لأن هذه جريمة بحق انسان وهبنا الله به وهو كالملاك الطاهر ووجود هذه المواهب شيئا طبيعيا جدا لكن نحرها هذه الاعاقة الحقيقية كذلك يجب ان نشتري للطفل لعبا ومقتنياتا تساعده على اكتشاف مواهبه وان يتعلم الا يسرق مبتكرات و ابداعات الاخرين وان يعلم ان تلك هي سرقة وسوف يحاسبه الله عليها فلا يوجد سرقة بيضاء وسرقة سوداء ولا توجد سرقة مادية او سرقة معنوية فكله يحاسب عليه الانسان حسايا عسيرا وللاسف هناك من يتربح بجهود غيره لأنه سارق وانتهازي و خائن في نفس الوقت , كذلك لا يجوز تعنيف الطفل وضربه على الرأس او الوجه فالرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم حذر من ضرب اي انسان على وجهه ورأسه لأن خلايا الابداع التي تصل اعدادها الى ملايين الخلايا سوف تموت بتلك الضربة كذلك حذرعلم النفس التربوي والاجتماعي وعلم نفس الطفل من مقارنة الطفل مع طفل اخر او زجره امام الناس او تعنيفه لفظيا واهانته لأن مرحلة الطفولة مرحلة حرجة وستظل الصدمات والندبات داخل نفسه للابد وكل ما ذكرنا هو تعليمات واقعية كي يطور الانسان نفسه ويصنع عالمه الخاص به وشعوره واحساسه وابداعه بدون ان يسرق جهود غيره وان يكون شخصية سوية ومحبة لمجتمعها ومعطاءة .
وليفهم الجميع ان حروفنا التي نكتبها نابعة من افكارنا وتجاربنا ولا توجد تجارب متشابههة تماما مئة بالمئة كذلك بصمة الاصابع تختلف حتى بين التواءم فكيف بصمة الفكر بين البشر تتشابه هذا الشئ شبه مستحيل لذلك سرقة الجهود وسرقة افكار الناس جريمة بحق نفسك وبحق الاخر
فمثلا اذا لامس قلبك احساسا وكلماتا من كاتب ما فأقل ما تقدمه لذلك الانسان الذي اثر فيك هو ان ذكر اسمه على خاطرته او مقالته او شعره ولا يجوز تجاهل ذلك او التلاعب بما كتب كذلك لا يجوز لرجل ان يسرق كلمات كتبتها امرأة فهي كتبت بقلم واحساس امرأة فكيف تسرقها
كذلك في نفس الوقت من غير اللائق ان تسرق امرأة كتابات رجل دون ذكر اسمه .
ونحن هنا لا نتحدث مثاليات او فلسفة غير منطقية بل هذا واقع عشناه وعن تجربة فكم المشاكل والقضايا يوميا لا تعد ولا تحصى الذي يكون سببها سرقة قصيدة او كتاب او مقال او اي مجهود هو تابع لشخص ما .
وعن تجربتي الشخصية دوما ابحث في كل وسائل التواصل عمن سرق كتاباتي لأنه هذا الشئ يؤلمني ويجرحني لأنه ابشع انواع السرقة وهذا اقل ما يقال عن تلك السرقة رغم ان كتاباتي توثق في الگوگل ثم انشرها على التطبيقات المختلفة على السوشيال ميديا لكي يعرف كل انسان مثقف انها لي بمجرد بحث بسيط في محرك البحث الگوگل وعندي مانشيت خاص بي لكتابة المقالات اسمه افكار بصوت مرتفع اذا هذه افكاري الخاصة وهذه شخصيتي لأن الشخصية الواثقة تختلف عن الشخصية الهادئة والشخصية الجريئة تختلف عن الخجولة والشخصية العاشقة تختلف عن الشخصية غير العاشقة وكل انسان اهتماماته وطقوسه وافكاره اذا من غير المنطق سرقة كل ذلك وقبل فترة بحثت وجدت احد المقالات نشر لكن الناشر ازال جملة افكار بصوت مرتفع وكتب اسمي اسفل المقال والحمد لله لكني دخلت علقت وقلت هذا مقالي بكل شجاعة لأن ذلك حق والتغيير الذي جرى قليل لكن غير مرضي بالنسبة لي …
هناك مقولة تعجبنا جدا ونرددها وهي (علمتني أمي الا أكذب ..فكذب الناس عليً
علمتني الا أسرق ..فسرق البعض سنينا من عمري
علمتني الا أخون..فخانني الحظ مرات ومرات
ولازلت (بقناعة شديدة) ..أصدق أمي…
اسأل الله الهداية لمن يسرق جهود غيره والتوفيق والسداد لكن شريف وانسان حقيقي.
أفكار بصوت مرتفع
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار