
أفكار وقناعات
بقلم
حسن ابو زهاد
نظرتنا للحياة لا تسير بمعيار واحد فطبيعتها الاختلاف فلسنا جميعا في هذه الحياة نسخة واحدة كل منا له شخصيته المستقلة التي مهما حاول ان يغيرها لا يستطيع وعلينا أن نقدر ردود فعل الآخرين في مواقفهم مادامت لا تتعدي المعايير الأخلاقية والإنسانية لأنها اسلوب حياة كما أن كل منا يمتلك رؤية للأمور بطريقته الخاصه ونمط تفكيره وأسلوب نشأته واداركه للأمور. فلو صدر فعل من شخص معين مع. مجموعة من الأفراد وانتظرنا ردود أفعالهم لوجدت أنها متباينة لأنها طبيعة الخلق الاختلاف في الرؤية وردود الأفعال فاصابع اليد الواحدة ليست متساوية ولكي تسير الحياة متوازنة لابد من احترام فكر الآخرين وتقدير أحكامهم في الأمور. إن أردنا الاحتفاظ بهم قد تتباين الرؤية للأمور فهناك من يعتمد على الرؤية. الظاهرية وآخرون يعتمدون على التطبيق الفعلي ومواقف الحياة التي أثرت فيهم فكونت رؤية للحياة في مواقفها المتباينة وهناك من يكون رؤية من خلال السمع وهذا النوع لا يحالفه الحظ فالواقع يختلف عن الحديث كل يري الحياة بعينه وطبعه ونظم تفكيره وبقدر محبته لهذه الأشخاص التي تكمن في قلبه يري الآخرون بمنظوره فهناك من يري شخصاً اطيب الناس فهو يري برؤيته من قلبه فمن أحب لا يري إلا حبا وسنجد من يري نفس الشخص أسوأ الناس لانه يري من خلال رؤيته فكلا يعكس منظوره في الحياة فأهل العشق يرون الحياة عشقا وأهل الهوي يرونها شغفا وأهل الشر يرونها شرا ومن وثق في ربه. رأي جمال الله في خلقه فخلصت نواياه وصفيت سريرته واحتكم الي الله ورضي بقدره لانه افضل أقدار أقدار الله في خضم الحياة أشخاصا ينسون بل يتناسون كل المواقف الجميلة أن رؤوا موقفا واحدا لا يروق لهم ونجد أشخاصا يبحثون لنا عن الاعذار ويظهرون ويكنون لنا كل الخير ويظهرون كل جميل لأن قلوبهم خلصت النقاء والصفاء والإنسانية وهناك من لا يتوقفون عن الانتقاد لنا مهما فعلنا معهم لانهم لا يحبون ان يصفوا غيرهم الا بما وقر في قلوبهم مهما حاولوا إخفائه فقد تتباين مواقفهم ويظهرون بواطنهم الخفية وآخرون لن يكفيهم كل الكلام الجميل في الوصف وهناك من تربوا علي الكره بدون سبب وأشخاص تتفن في اختلاق الأسباب التي تندفع بها نحو الحب بنقاء وإخلاص لا تذكر منا الا الخير فقد تتفاوت نظرة البشر للأشخاص لأنها تحكم بظواهر الأمور. والله يعلم بواطنها وما تخفي صدورهم لكن البشر تحركهم أحاسيسهم وجهة نظرهم عن الآخرون وفي النهاية نحن كما نحن ولكن نظرتنا للحياة تتباين حسب مواقفها المتباينة فكل عين ترى على قدر محبتها وما وقر قلبها من مواقف متغايرة فقد تكون الصورة واحدة وتختلف نظرة المشاهدين فكل يصف الصورة حسب وجهة نظره وزاوية الرؤية التي يبصر منها الصورة وتبقي القلوب الصافية النقية كما هي لا تعرف الكره والحقد وليس لها الا الحب طريقا كالذهب مهما مرت عليه السنين لا يتغير لونه ولا قيمته فقد تزداد قيمته يوما بعد يوم فان لنا احباب اصدقاء لا تغيرهم الدنيا ثابتون علي مواقفهم خلصت قلوبهم القوة الإيمانية والحب النقي الطاهر دعواتنا لهم ان يحفظهم الله رب العالمين بقدر نقاء قلوبهم وعطائهم
أفكار وقناعات