مقالات

أقسى شيء على نفس الإنسان

جريدة موطني

أقسى شيء على نفس الإنسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري

أقسى شيء على نفس الإنسان

الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا ثم اما بعد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا،

ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا ” أي في مسجد المدينة، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ” رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ” رواه ابن ماجه، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ” البخاري ومسلم.

وقيل أنه كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء، فخلال هذه الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه، فالرجل الذي ضرب على وجهه تألم ولكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة، فكتب على الرمال اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي، وإستمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا، فالرجل الذي ضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة وبدأ في الغرق، ولكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق، وبعد أن نجا الصديق من الموت قام وكتب على قطعة من الصخر اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي، فالصديق الذي ضرب صديقه وأنقده من الموت سأله لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟فأجاب صديقه عندما يؤذينا أحد علينا أن نكتب ما فعله على الرمال.

حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفا فعلينا أن نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحوها، فتعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال وأن تنحتوا المعروف على الصخر، فأقسى شيء على نفس الإنسان أن يقابل جميله بالنكران ومعروفه بالأذى، وقيل أنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعني ذلك حين خرج إلى غزوة أحد في ألف رجل من أصحابه، حتى إذا كانوا بالشّوط وهو بين أحد والمدينة، إنخذل عنهم عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس، فقال أطاعهم فخرج وعصاني، والله ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس؟ فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب، واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة.

يقول يا قوم أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضر من عدوهم، فقالوا لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أن يكون قتال، فلما استعصوا عليه، وأبوا إلا الإنصراف عنهم، قال أبعدكم الله أعداء الله، فسيغني الله عنكم، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أقسى شيء على نفس الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى