أمام المرآة (قصة قصيرة)
بقلم الأديبة والشاعرة والكاتبة الصحفية
حنان فاروق العجمي
ذات مساء …. نَظَرَت إليها في المرآة وتعَجَّبَت من حالها!!
وأخذَت تُرَدِّدُ عبارة ( كيف تَحَمَّلتِ كل هذا العناء؟….. من أين أتاكِ كل هذا الصبر والجَلَد ؟ )
التفتت إلى سؤالها وبنظرة حادة ثاقبة أجابت :-
أعلم جيدًا مَنْ أكون … وكُنتُ على يقين أنِّي منتصرة لا محالة
ليست حرب بالطبع… ولكن ربما أقوى من الحروب
كانت معركة إحياء ذات دفنتها بيدي
أعلم كم أنتِ بحالة اندهاش من صلابتي
على الرغم من كل ما مررت به وما لا يمكن أن يتحمله بشر على الإطلاق …
على الأقل من وجهة نظري والتي يجب أن تُحتَرَم……
أثق تمامًا بما أقول …ليس من المهم ذِكر الحكاية فقد تبدو تفاصيلها خيالية لبعضهم
ولكن تأكدي هناك مَنْ عاشها ويعلمها جيدًا… وهناك متفرجين كانوا على المقاعد يُنكرون
اتهموني بالجنون صدِّقي ذلك… نعم الخَرَف
لكني أُجزم لك أنهم حقيقيون… كائنات مُبرمجة … أُعِدَّت خصيصًا لأذى البشر
هي مخلوقات فاقدة للعقل ولا تحتكم إلى الضمير نهائيًّا
لا تنزعجي من كلامي… كثيرًا ما شاهدت معي ما حدث وأصابكِ الذعر
وأُدرك تمامًا احترافك للصمت لكنه ليس خوفًا فكلانا لا يخاف إلا الله
ولكن لتبق الصورة كما هي ( بالبرواز ) الإطار عزيزتي ….فما فائدة أن أرمي نفسي وأرميكِ في النار
عزيزتي تعلمين أنه لا مبرر لذلك وأن لدينا ما هو أكبر بكثير يطلقون عليه (الانتقام)
أخذ الحق بدم بارد …أعطيتكِ دروسًا في مبدأ لا ضرر ولا ضرار
ثم ضحكت بسخرية وقالت لها من داخل المرآة :-
ولكن كلانا يعلم جيدًا مناطق الضعف واستطعنا توجيه الضربات إليها
إنه درس لن يُنسى يا عزيزتي سيُدَرَّس بالجامعات سيأتي هذا اليوم لا محالة
كل ما عليك فعله نفِّذي ما أقول ولا تتقاعسي
انظري إليَّ جيدًا تَغَيَّرت ملامحي كثيرًا أليس كذلك ؟
قد أبدو شريرة بعض الشيء…
لا رحمة لا تسامح … مثلما فعلوابنا … هذا قدرهم وقدرنا ولا يمكن تغيير القدر إلا بالدعاء
ولا أظنهم يعلمون ماهية الدعاء … فقد اعتنقوا دين الشيطان …. فلندعهم يلعبون
ولنُكمل حكايتنا للنهاية ….. حقًّا بُلهاء رغم خداعهم ومكرهم
كشف الحقائق يتطلب فتح الخرائط لنسير على هُدى
وفن التخطيط لقد سبق وساعدتك مرارًا وتكرارًا وخرجنا سالمين ووقعوا بالحفرة التي أَعَدُّوها لنا
يا لهم من حُقراء أغبياء ظنوا هزيمتنا وخضوعنا وأقاموا وليمة واحتفلوا
كانوا يعتقدون أننا راكدون تحت التراب القذر الذي لامس أحذيتهم
ثم توالت ضحكاتها العالية وقالت :-
كُنا فوق رؤوسهم نحرِّكهم كالدُّمى وفعلنا ما أردنا
لا تنكري ذاع صيتنا وصيتهم وجلسنا نشاهد المسرحية بالصفوف الأولى وهم بحالة ذهول
وأثناء استراحتهم اعتلينا خشبة المسرح دون أن يدركوا وكتبنا النهاية بأسلوبنا الخاص بسهولة ويُسر
استريحي قليلًا عزيزتي أعلم كم الضغط النفسي الذي تَعَرَّضتِ له
لكن لا عليك أنا التي تُخطط ولن يغمض لي جفن حتى أنتهي وسأزورك باستمرار
هنا لقاؤنا أمام المرآة …. أتركك تنعمين وتتنعمين في بحور السعادة
ولكن القصة لم تنته بعد …. ما زالت الأحداث مستمرة
أمام المرآة (قصة قصيرة)