أم المؤمنين السيدة ميمونة
أم المؤمنين السيدة ميمونة
بقلم / هاجر الرفاعي
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي آل بيته الأخيار الطاهرين فسوف نتكلم عن آل بيت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومع إحدي زوجاته الطاهرات الشريفات العفيفات : وهي أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها، آخر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، قيل : أنه قد أشار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، على النبي صلى الله عليه وسلم، بزواجها، فتزوجها مواساة لفقد زوجها، واعترافا بفضلها، وتحبيبا لقومها في الإسلام، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.
وبنى بها بسرف وهو مكان قرب مكة، وقد ماتت رضى الله عنها بسرف، وهي آخر من تزوج صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين، وهي خالة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وكانت رضي الله عنها مثلا عاليا للصلاح والتقوى، حتى شهدت لها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بقولها : ” أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ” وقد روت عددا من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منها صفة غسله صلى الله عليه وسلم، والسيده ميمونه بن الحارث، كان أبوها هو الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حَزن الهلالية.
فهى آخر امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أختها هى السيده لبابة الكبرى، زوجة العباس بن عبد المطلب، وأختها هى السيده لبابة الصغرى زوجة الوليد بن المغيرة ، فهي إذا خالة عبدالله بن عباس، وخالد بن الوليد رضي الله عنهم، وأخوات ميمونة لأمها هن السيده أسماء بنت عميس امرأة جعفر بن أبي طالب، والسيده سلمى بنت عميس الخثعمية زوجة حمزة بن عبد المطلب، والسيده سلمى بنت عميس زوجة عبد الله بن كعب بن منبّه الخثعمي، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول : ” أخوات مؤمنات، ميمونة بنت الحارث، وأم الفضل بنت الحارث، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس” رواه النسائي.
وكانت أمها هى هند بنت عوف والتي توصف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهارا، فكان أصهارها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، وحمزة والعباس ابنا عبد المطلب وجعفر وعلي ابنا أبي طالب، وقيل عن أم المؤمنين ميمونه : إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيها نزل قول الحق تعالى “وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى” وتزوجها النبى صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء فى العام السابع للهجره، وقد توفيت بعد عودتها من الحج بسرف، ودفنت حيث أوصت في موضع قبتها هناك سنة واحد وخمسين من الهجره، وقد صلى عليها ابن أختها عبد الله بن العباس.
وفيها تقول عنها السيدة عائشة رضى الله عنهن : ” ذهبت والله ميمونة، أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ” وكانت لأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها، شهرة شهد لها التاريخ بعظمتها، ومن أسباب شهرتها قيل إن أم ميمونة هند بنت عوف كانت تعرف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهارا، ومن أسباب عظمتها كذلك شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم، لها ولأخواتها بالإيمان، ومنه تكريم الله عز وجل لها عندما نزل القرآن يحكي قصتها وكيف أنها وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في قول الله تعالى : “وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين”
ومن ذلك أنها كانت آخر من تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها ختمت أمها المؤمنين، وكانت نعم الختام، ومما يذكر لميمونة رضي الله عنها أنها كانت من الحافظات المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف، ولم يسبقها في ذلك سوى أم المؤمنين السيدة عائشة والسيده أم سلمه رضي الله عنهن، وتوفيت رضي الله عنها في عام واحد وخمسين من الهجره، ولها ثمانون عام، ويقول عطاء : توفيت السيده ميمونة بسَرف، وهو المكان الذي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج هو وابن عباس إليه، فدفنوها في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها، ويقول : يزيد بن الأصم قال : ثقلت ميمونة بمكة وليس عندها من بني أختها أحد.
فقالت : أخرجوني من مكة فاني لا أموت بها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني لا أموت بمكة فحملوها حتى أتوا بها إلى سرف الشجرة التي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها في موضع القبة فماتت رضي الله عنها وقيل : كان موتها سنة إحدى وخمسين على الصحيح، وقد توفيت بعد عودتها من الحج بسرف ودفنت حيث أوصت في موضع قبتها هناك وصلى عليها ابن أختها عبد الله بن العباس.