المقالات

السيدة مارية القبطية

السيدة مارية القبطية

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي آل بيته الأخيار الطاهرين فسوف نتكلم عن آل بيت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومع إحدي زوجاته الطاهرات الشريفات العفيفات : وهي السيدة مارية بنت شمعون القبطية وهى آخر زوجات الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد قيل : أنه ذكر الشيخ كشك رحمه الله قصة إسلام السيدة مارية القبطية فقال : ومارية القبطيه كانت مملوكة بعقد اليمين، وقبل أن يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم، أعلنت إسلامها، حتى لا يقال إنه تزوج بنصرانية، فبمجرد وصولها إلي المدينة المنورة، قالت : أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك يا محمد رسول الله.

 

فسألها النبي صلى الله عليه وسلم، ما الذي دفعك إلي الإسلام؟ فقالت له : يا رسول الله، لقد أرسلوا معي رجالا من أصحابك من مصر إلي المدينة، والله كانوا أشد أمانا على عرضي من إخوتي، فقلت إن الذي ربي هؤلاء الرجال على تلك الأمانة، لا يمكن أن يكون بشرا عاديا، إنما هو رسول من الله حقا وصدقا، وآمنت، ولكن كان رأى أهل الفتوى فى ذلك هو ان قصة السيدة مارية، وإسلامها رضي الله عنها، قد ذكرها غير واحد من أصحاب السير والتاريخ، وذكروا أنها أسلمت هي وأختها السيده سيرين بنت شمعون، على يد حاطب ابن أبي بلتعة، وكان هو سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المقوقس، عند ما عرض عليهما الإسلام ورغبهما فيه.

 

وذلك قبل الوصول إلى المدينة، والسيدة مارية بنت شمعون القبطية رضي الله عنها، كانت جارية أهداها ملك مصر المقوقس القبطي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هي وأختها سيرين، وذلك في العام السابع للهجرة، فكانت من سراريه، وأنجبت له ولدا سماه إبراهيم عليه السلام، فمات صغيرا، وقالوا : أعتقها ولدها، وخص النبي صلى الله عليه وسلم، حسان بن ثابت رضي الله عنه بأختها سيرين، فولدت له عبد الرحمن، والسيده ماريه القبطيه قد اختلف في أمرها هل كانت زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، أم ملك يمين؟ وقد توفيت رضي الله عنها في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العام السادس عشر من الهجرة.

 

ودفنت بالبقيع، فرضي الله عنها وأرضاها، وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو راض عن السيده مارية، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان والد السيده مارية هو ملك من ملوك القبط، وقد ولدت في مصر في قرية اسمها حفن، وكانت أمة من إماء النبي صلى الله عليه وسلم، الأربع، وقد قال أبو عبيدة : “كان له صلى الله عليه وسلم، أربع مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش” وقد جاءت مارية القبطية إلى المدينة المنورة، وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة بعد صلح الحديبية مباشرة، حيث أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

رسلا إلى ملوك الدول المحيطة بالجزيرة العربية، ولما بعث رسوله حاطب بن أبي بلتعة، رضي الله عنه، إلى المقوقس في مصر، كتب المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائلا : “بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام عليك” وكانت السيده مارية إحدى جاريتي المقوقس، وقد عاشت مارية بنت شمعون خمس سنوات، في الخلافة الراشدية، أي أنها توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخمس سنوات في السنة السادسة عشرة للهجرة، وصلى عليها جمع غفير من المسلمين، ودفنت إلى جانب ابنها إبراهيم عليه السلام.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار