
“أنا عندي 11 سنه … بس جوا الملعب أنا قائد”
متابعة نشوى شطا
رُبما الناس تشوفني مجرد طفل صغير، بضحكتي البريئة وطولي اللي لسه ما وصلش للي جنبَي، بس أول ما بلبس تيشيرت الفريق وبدخل أرض الملعب… الدنيا بتتغير، والكل بيبصلي بطريقة تانية.
أنا اسمي (يحي مجدي)، عندي 11 سنه، بلعب كرة سلة من وأنا عندي 5 سنين، ومن أول مرة مسكت فيها الكورة، حسّيت إنها مش مجرد لعبة… دي كانت رسالتي، طريقي، ومكاني اللي أقدر أكون فيه على طبيعتي… قائد.
فيه لاعب صغير…حاسس إن أي غلطة = خروجه من الملعب
مش لأنه مش موهوب !!
لكن لأنه اتقال له:
“لو غلطت… هسحبك وأقعدك برّه”
يؤكد استشاري العلاقات الأسرية والتربوية دكتور عبدالله أحمد” الجملة دي بتبان بسيطة، لكن تأثيرها… بيكسر ثقة جيل كامل وبيطلّع لاعب مهزوز… خايف يقرر
مش لأنه ضعيف .. لكن لأنه تربى على الخوف مش الحرية ”
في أوروبا دلوقتي، المدرب بيسأل الطفل بعد الغلطة:
“إيه اللي حصل؟ وإزاي تقدر تصلّحها؟”
مش ” اقعد بره ”
ويؤكد دكتور عبدالله ” اللاعب القوي مش اللي ما بيغلطش
القوة الحقيقية = لاعب يغلط… ويتحمل… ويتعلم ”
الغلط جزء من التكوين
مش نهاية المشوار
ولو كل لاعب صغير اتسحب من أول غلطة
مش هيفضل غير لاعيبة بتمثل إنها مش خايفة
لكن جواهم: “أنا مش كفاية”
القائد مش مثالي… القائد شجاع
ويضيف ” يحي ” في حديثه كل ماتش، لما بتبدأ صفارة البداية، أنا مش ببص على مين أطول، مين أقوى، أو مين عنده سنين أكتر.
أنا ببص على زميلي اللي محتاج دعم، وبنادي على الخطة، وبحمّس الفريق، وبجري لحد آخر ثانية.
لأن القائد الحقيقي… ” هو اللي بيبني اللي حواليه، مش بس بيقودهم “.
طبعًا الطريق ماكنش سهل. ساعات التدريب طويلة، والسقوط كتير، بس دايمًا كنت بقوم، وأكمّل. اتعلمت إني أخسر زي ما باتعلم أكسب. كل ماتش هو درس، وكل خسارة هي خطوة لقدام، مش لورا.
أكتر حاجة بحبها، لما الجمهور يهتف، ولما الكوتش ينده عليّا عشان يديني تعليمات أو حتى يشكرني بعد ماتش قوي. النظرة اللي في عين زمايلي لما أعمل بلوك لكورة صعبة أو أعمل أسيست حاسم… النظرة دي هي الوقود اللي بيشحنني. بحس وقتها إني مش مجرد طفل… أنا قائد حقيقي.
طب نبدأ منين؟
يجيب دكتور عبدالله أحمد من سن 10 سنين.
نعلّمه يقول:
“أنا غلطت… وهجرب تاني”
نخليه يشرح قراره
مش بس نعلّق على نتيجته
نشوفه كلاعب في “مرحلة تكوين”،
مش مشروع بطولة مستعجلة
خليني اذكر لكم موقف من أوروبا:
لاعب ناشئ أخطأ مرتين
المدرب ما وبخهوش
قال له قدام الفريق:
“المباراة الجاية… أول هجمة هتكون عليك”
ودهاله فرصة يثبت نفسه
مش شعور بالذنب
في علم النفس الرياضي، ده اسمه:
“الوعي الذاتي تحت الضغط – Self-awareness under pressure”
وده اللي بيصنع قادة… مش بس لاعبين
– ويختتم استشاري العلاقات الأسرية حديثه برسائل مهمة :
أولا لكل مدرب:
كل كلمة بتقولها… ممكن تبني ثقة أو تهدّها
اختر إنك تكون سبب إن لاعب صغير يكمّل… مش ينهار.
ثانياً لكل ولي أمر:
ابنك مش بطل خارق
ابنك بني آدم صغير بيتشكّل
اديله أمان… مش تهديد.
وأخيراً لكل لاعب صغير:
اللي بيقع ويتعلم… أقوى من اللي بيخاف يغلط
خليك شجاع، مش مثالي.
ويختتم القائد يحي مجدي كلماته برسالة قوية ” أنا عندي حلم… حلمي إني أرفع اسم بلدي، وأكون لاعب كبير يلهم أطفال تانيين، زي ما اتأثرت أنا بلاعبين كبار. بس الأهم من الشهرة أو البطولات، إني أفضّل دايمًا القائد اللي بيهدي الفريق، وبيفتكر إن الرياضة مش بس مهارة… دي روح، والتزام، ومحبة “.
في النهاية، أنا فعلاً عندي 11 سنة… بس جوا الملعب، أنا قائد
والقادة مش بيتولدوا كبار… بيتشكلوا من جوه، كلمة بكلمة، وخطوة بخطوة، وبوعدكم إنكم هتشوفوا مني أكتر من اللي بتتوقعوه.
أنا عندي 11 سنه … بس جوا الملعب أنا قائد”