أخبار ومقالات دينية

 أهل القبور ما بين العذاب والنعيم

جريدة موطنى

 أهل القبور ما بين العذاب والنعيم

بقلم / محمــــد الدكروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان رحيما حتى مع من آذوه، كما كان صلى الله عليه وسلم رحيما بأعدائه سلما وحربا، وكما كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالأطفال، وكما كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالجمادات، وكما كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالحيوان، ولقد امتدح الله تعالي رسوله صلى الله عليه وسلم بالرحمة، وأخبره أنه جذب القلوب برحمته ولو كان غير ذلك لما تألفت له قبائل العرب، فكان صلى الله عليه وسلم يمتاز بالرحمة، فكان صلى الله عليه وسلم رحيما بأمته فعلى الرغم من الذي كان يلاقيه من الذين يعادون دعوته من أمته من الأذى إلا أنه كان رحيما بهم حريصا على عدم الدعاء عليهم، فإنها رحمة النبي صلى الله عليه وسلم التي أرسلت من رب العالمين. 

فقد قال الله عز وجل في حق نبينا صلى الله عليه وسلم ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” فقد عوفي من لا يؤمن بالله ورسوله من أمة النبي صلى الله عليه وسلم من العذاب العاجل في الدنيا كما كان يحدث في الأمم السابقة وهذه ميزة امتاز بها أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم فبسبب النبي صلى الله عليه وسلم وإكراما لأمته الرحمة في الدنيا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا في الآخرة ويجلعنا من أهل جنته ويجعلنا من أهل شفاعته أما بعد فإن أهل القبور إما معذبون أو منعّمون، بل لعله في القبر الواحد تم دفن عدة أشخاص، فهذا إلى الجنة وهذا إلى النار، بل إن الأمر أعجب من ذلك لعل تحت قدميك الآن أقوام يُعذبون أو ينعمون بل لعل تحتك في غرفة نومك أقواما محبوسين في حفر من جهنم يعرضون على النار بكرة وعشيا. 

فمن يدري فالناس كثير والأرض قد تضيق عنهم، وإن التواضع هو رضا الإنسان بمنزلة دون ما يستحقه فضله ومنزلته، والتواضع من أخلاق الإسلام المباركة، والتواضع خلق حميد، وجوهر لطيف، يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير، وهو من أخص خصال المؤمنين المتقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شيم الصالحين المخبتين، والتواضع خلق كريم من أخلاق المؤمنين، ودليل محبة رب العالمين عز وجل، وهو الطريق الذي يوصل إلى مرضاة الله وإلى جنته، وهو عنوان سعادة العبد في الدنيا والآخرة، وهو السبيل الذي يقربك من الله تعالى، ويقربك من الناس، وهو السبيل للفوز بحفظ الله ورعايته وعنايته، وهو الطريق لحصول النضر والبركة في المال والعمر. 

وهو السبيل للأمن من عذاب الله يوم الفزع الأكبر، وهو دليل على حسن الخلق وقائد إلى حسن الخاتمة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس تواضعا خافضا لجناحه رحيما بأصحابه فقد كان يمشي في حاجة الوليدة السوداء وكان يركب الحمار، ولما فقد خادمة المسجد حزن وقصد قبرها فصلى عليها وكان يباشر الفقراء والمساكين ويخالط الأعراب لأجل تعليمهم وإرشادهم ويسلم على الصبيان، وكان متواضعا في طعامه وهيئته ومسكنه يأكل على الأرض ويفترش الحصير ويتوسد الرمل ليس له حاجب يمنع الناس عنه، وقد كانت حالته صلى الله عليه وسلم كحال المساكين المتواضعين المتذللين ليست كحال الملوك الجبارين المتغطرسين، فمن أراد الرفعة فليتواضع لله تعالى.

 أهل القبور ما بين العذاب والنعيم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار