الرئيسيةمقالاتأوسمة المعلم تعيش في قلبه
مقالات

أوسمة المعلم تعيش في قلبه

أوسمة المعلم تعيش في قلبه

أوسمة المعلم تعيش في قلبه


بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد إنها رسالة إلي المعلم تقول يا من يتيه فخرا على أقرانه من العاملين في القطاعات والميادين الأخرى، يكفيك أن أسمى ما تعتز به تلك المودة والمحبة وذلك الإحترام والتقدير والوفاء الذي تحظى به أينما إتجهت، وحيثما حللت من طلاب الأمس الذين أصبحوا رجال اليوم، وتذكر أن من يجلسون أمامك الآن.

على مقاعد الدراسة هم رجال الغد المشرق وبناة المستقبل الزاهر إن شاء الله تعالي واعلم أن هؤلاء الطلاب أوسمة على صدرك ولئن كان البعض يعتز بوسام واحد يحمله بعد عمل جليل طويل فإن المعلم يحمل كل يوم وساما ولئن كانت أوسمة الآخرين تعلق على صدورهم فإن أوسمة المعلم تعيش في قلبه، ويجسدها وجدانه وهو يرى مكانته في نفوس الآخرين إعترافا بفضله وإجلالا لقدره، كما قال الشاعر ” يا صانع الأجيال ما كانت لنا من غير صنعك راية بيضاء، لولاك ما كان الخطيب مفوها، ولما تغنى في الهوى الشعراء” فيا من يعيش حياة التعليم ويستغرق فيها بعقله وقلبه ولا يرضى عنها بديلا، لا تكن شمعة تحرق نفسها لتضيء الدرب للآخرين، بل كن سراجا يضيء الدروب للآخرين ولا ينسى نفسه من الخير والعطاء، وخير سبيل لتحقيق ذلك أن يكون شعارك في حياتك.

قوله تعالى ” ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين” وأن تبذل كل ما في وسعك لتكون قدوة حسنة لأبنائك الطلاب في التزامك وموضوعيتك، وسمّتك وعدلك، وإنصافك وفي تعاملك مع من حولك على أُسس قويمة من التقوى والصلاح والأخلاق الفاضلة، ولله در الشاعر إذ يقول “إني أرى التدريس أشرف مهنة تبعاته من أثقل التبعات، فليتق الله المدرس دائما، فيمن يدرسه من الفلذات، فيا من تعلم أن الله يراك في كل وقت وحين تذكر أن التربية فن وعلم ورسالة عظمى لمن وفقه الله لأدائها، لا سيما وأنها تعتمد على رؤية المعلم لطلابه وتحسسه لمشكلاتهم، وحسن تقديره لظروفهم ومراعاته لأحوالهم، وحافظ على مواعيد الحضور والإنصراف، وإياك أن تتأخر أو تتغيب عن طلابك بغير عذر يجبرك على ذلك فكل راعي مسؤول عن رعيته.

وكل معلم مسؤول عن مهامه وواجباته التي إن أحسن أداءها جوزي خيرا إن شاء الله تعالى وإن قصّر حوسب وعوقب والعياذ بالله من ذلك، وعليك أن تضع نصب عينيك تقوى الله جل جلاله في كل وقت وحين، والشعور بمراقبته سبحانه وتعالى، وما أجمل قول الشاعر ” إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب، ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفي عليه يغـيب ” ويا من ترجوا رحمة الله تعالى وتخشى عقابه، الحذر من الإنشغال بأي عمل مهما كان مهما متى حان وقت الصلاة، وعليك أن تعوّد نفسك على إجابة النداء مبكرا، وأداء الفريضة في وقتها حتى يكون عملك بإذن الله تعالى عونا لك على الطاعة وتذكر أنه لا خير في عمل يؤخر المسلم عن أداء الفريضة، أو يمنعه من إجابة داعي الله جل في علاه، فإذا ما فرغت من ذلك فإياك وإضاعة الوقت فيما لا فائدة منه ولا نفع فيه، وعُد مباشرة إلى فصلك أو مكتبك أو معملك حتى لا يتعطل سير العمل أو يضيع وقته.

أوسمة المعلم تعيش في قلبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *