المقالات

أوصام النفس2

جريدة موطني

أوصام النفس 2

بقلمي إيمان ياسر ياسين

2

8/8/2023

جميعنا خطايا
، ولدنا لنصبح خطايا منبوذة للأبد
، ولدنا لنجعل الجميع يعاني منا
، وكأن الحياة ركلتنا من رحمها
لنصبح شياطينها بدل أبنائها
عندما تطأ قدمنا في بقعة ما
تصبح مليئة بالخطايا…
نحن خطيئة نهشت رفوف، كتب
، وورق الحياة فتهالكوا بالخطيئة…
نفيتنا الحياة من قاموس السعادة…
فأخفت كل الطرق لها عن أعيننا…
، ورغم كوننا خطايا لن نعترف بهذا
بل سنستتر بوشاح السواد بكذباتنا…
فنحن خطايا خائفة ملت الحياة…
خطايا بائسة دون جسد تجول هنا وهناك…

أسود
كأن تولد في عالم يعرف كل شيء عن ظهر قلب بينما أنت لم تتعرف سوى علي لون واحد تراه تارة عندما تغفل جفونك، وتارة عندما تفقد معنى الحياة… لكن الشيء المؤكد بأنه أول لون طالعته عندما كنت في رحم أمك لا تستطيع أغاره جفونك بعد…
لكن بعد كل شيء هو سيد الألوان فجميع الألوان تناسقه…
لسبب ما الجميع يعرف كيف يتذوق كل الألوان بينما أنا لا أستسيغ سويا الأسود…
أرى الألوان لكن لا أميزها…
أرى الحياة لكن لا أعرفها…
أرى السعادة لكن لا أحصدها…
أرى الشقاء ولا أبتعد…
أرى الأسود فأقترب…
فتنزلق الدمعة بهدوء…
ربما أختصر حياتي في تلك الكلمات…
الأمر فقط أني ولدت لأري اللون الأسود…
لم أفهم يوما كيف يؤمن البشر أننا سنبقي للأبد ونحن أرواح فانية لن نتقابل سوي في النعيم بعد الموت والحساب…
لم أفهم لما يظنون أن الحب حقيقي؟ بينما الحب شيء فان كغيرة وبالإضافة لذلك لديهم نسب الطلاق التي تزداد كل يوم  وما زالوا يؤمنون بالحب الفاني مثلهم!
لما يسعد الجميع بينما يعرفون أنه مؤقت قبل حدوث المشقة التي ستطرحهم أرضا؟
هل أنا من لست تعرف كيف تبتسم أم العالم أحمق؟
لكن اتضح أن نظرتي بائسة أكثر من اللازم…
تسألت كثيرا لما أنتمي للأسود وأنفي نفسي من باقي الألوان…
إنني والحياة كمسألة جبرية نتقاطع فقط في أسود الحياة…
إنني مملة إلي حد ملل عائلتي مني… إنني شخص ميئوس منه لعائلتي…
أحيانا أستشعر كراهية من حولي لكوني شخصية “كئيبة” كما يقولون…
ولكن أنا أري أني شخص منطقي وواقعي لا أكثر…
سأعترف بأني أغير من لمعه عيون البشر كونهم حالمين ولكن أنا لم أر أن الأحلام بشيء مهم…
أن نحيا نأكل، نشرب، وننام أليس هذا كافيا؟

علمتني أمي أن الطعام والنوم هم كل الامتنان من بعدما هجرنا والدي وتركنا دائما ما يقول “من يرغب فالرحيل ليرحل” فرحلنا… كان أبي ذا كبرياء يقتله في الخفاء… لكن كانت البيئة لا تناسب جذورنا… لست واثقة أن كانت جذوري منهم أم لا… أنا لا أنتمي لبيت والدي … ولا حتى بيت أمي كان ملجئا… عشت معها في ظروف عتيقة… نسعى حول الطعام فقط… تمر أيام بلا طعام ونكاد نبكي آلما … كنا نحظى بالنوم لكن بلا طعام… بقيت أسعى أنا وهي للطعام… أمي هرمت وكبرت تحتاج الدواء ولا يوجد كثير من الطعام… تركتني مبكرا هي الأخرى… فقضيت حياتي بين بيوت أقاربي وبيت أمي… ولا أنتظر سوى طعام ونوم وفير…

تعلمت أن نوع العمل غير مهم… أعني عملك لا يهم مكانته المهم أنك تستطيع الأكل منه…
إن تسعى لتحقيق شيء ليس سوي لهو يزيد المال بالطبع ولكن لما تحتاج مالا أكثر بينما معك مال يكفي ليطعمك؟…
أعني لما يحتاج البشر لأشياء غير الطعام والنوم؟ أعني ملابس فاخره وعربات وغيرة أنه مجرد لا شيء ليس بالمهم…
أسأل كثيرا لما الناس مشرقين للغاية بينما أنا أبحث عن لقمة تشبع معدتي فقط… فاء لا يوجد شيء له طعم ولا شيء يشعرني بكوني علي قيد الحياة كل الأيام واحد… كل الأشياء مظلمة… وكل النهايات حزينة وكل النهايات هي الموت… لما نحيا ونعمر ان كنا سنموت غدا؟

علي كل حال أنتهي بي الامر عند طبيب نفسي لكوني أختلف عن الآخرين…
يومها سألني سؤلاً واحداً جعلني أحرك عقلي مفكره و كان الحوار كالتالي :

” لما لا تضعي لك هدف تسعي خلفه ؟”

” لا فائدة الطعام أهم من السعي بهدف ”

” أذن لما لا ترعي أرض و تجعليها تنبت ”

” و ما الفائدة من هذا ؟ ”

” ستوفرين الطعام كما ترددين و بدون عمل أو وظيفة بجامعه فقط أدرسي علي يد مزارع ماهر و أنتهي الأمر ”

” لا أريد ”

” لا تريدين ؟أم لا تستطيعي ؟”

نظرت له بينما قد أنعقد حاجباي بعدم رضي

” قلت لا أريد لما قد لا أستطيع ؟ علي كل حال سأموت و حينها تموت المزرعة لا فائدة ”

” لأنك لا تثقين في نفسك ”

“أنا أثق فيها” قلت باستنكار شديدا
“لا تثقين بها ذلك لأنك لم تستطيعي إنجاز شيء بسبب نظرتك للعالم تستسلمين بسهولة لأنك لا ترين هدفا ولا تستطيعين الوثوق في نفسك كونك تظنين أنكي ولدت ليتم تجاهلك”
لم أنطق بشيء… لم تسعفني الكلمات للبحث عن رد… فأنا لطالما شعرت بأني ولدت ليتم تجاهلي… فأكمل هو
“الأمر تكون من والديك غالبا أعني تطلق والديك عندما كنت طفله فظننت أن الحب فان، وعندما ماتت أمك مرضا بعدما لم توفر الطعام  ظننت أن لا شيء أهم من الطعام والنوم… وعندما تفشلين بشيء يتهمك الجميع بالخطأ ففقدي الثقة بالنفس وهذا لكونك متعلقة بأهلك كثيرا وانصياعك لكلام البشر عن كونك فاشلة”

ساد الصمت ولكن بداخلي هناك صوت تحطم زجاج وتناثر القطع في كل مكان…

“أذن ليا ما قولك؟” قطع الصمت بسؤاله

“قولي في ماذا؟”

“فإن تحاولي أن تكوني مزارعة”

“الخطيئة لا يمكنها أن تصبح خيرا”

ذلك صحيح فأنا خطيئة كناية عن الفشل فأنا لا أعرف أن أفعل شيئا سوى أن أكلا…
لا مكان لي في هذا العالم يجب علي الجميع تجنب عقلي الأسود فلا مكان لي هنا…
“بعض الحشرات تتحول للديدان وبعض الديدان تتحول لفراشات لذا كوني من النوع الثاني”
بداية تغير تفكيري كانت من أين؟ لا أدري كثيرا لكن فجأة حاولت العيش في مزرعة…
هكذا مرت الأيام فتصبح سنين وأصبحت “ليا وغيث” أشهر مزارع اليوم حيث تزوجت ليا بغيث وحظيت بعائلة من طفلين مشرقين فكونت عائلة لها حيث صارت “ليا” المرحة صاحبة أفضل مزارع  لها بعدما كانت ليا المملة السوداء…

هنا تنتهي قصه “ليا” محبة الأسود… وكما لحظتم أنها وصفت نفسها بالخطيئة ذلك لعدم ثقتها بنفسها لرؤيتها أنه يجب تجاهلها ونفيها للأبد والآن دون مشكلة “ليا” في ورقة وسوف نعود لها فيما بعد هي وكاترين … الآن سوف ننتقل لملف آخر بقضية أخرى وعنوان قصتنا هذه المرة هو “إخفاء”…
فأسحب الملف الثاني الذي هو بعنوان “إخفاء”

” إِنَّ تَشْعُرُ أَنَّ بِكَ خَطِيئَةً فَتَتَسَتَّر بِالْخَفَاءِ “

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار