أخبار ومقالات دينية

إحترام النفس والآخرين

جريدة موطني

بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين،

نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، الذي كان من أنواع التيسير في رسالته

صلى الله عليه وسلم، هو التيسير لأجل عارض وهو كثير في فروع الشريعة،

ومن الأعذار العارضة الموجبة للتيسير هو السفر والمرض والإكراه والنسيان والجهل

والحيض والنفاس والعسر وعموم البلوى وقرب العهد بالإسلام، وأيضا التيسير لأجل

التدارك والمقصود به هو تشريع التوبة ومن أبرز صورها هو الاستغفار والكفارات

والحدود والغرامات وغيرها، وجميعها يؤول إلى معنى جامع هو اغتفار الذنوب،

ومحو الآثام، ليستأنف المكلف حياته بنقاء جديد، لا يعكره شيء من عثرات الماضي،

أو ينغصه تخوف من عواقب المآل وحساب المستقبل.

وإذا استوفيت شروط التوبة برُمتها كان التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فتغسل التوبة الحوبة، وتذهب الحسنات السيئات، ولو بلغت عنان السماء، ومن التيسير لأجل التدارك هو الكفارات، وهي جابرة للنواقص، وساترة للذنوب، ومخرج من مضايق الإثم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن المظهر اللائق يكسبك احترام النفس واحترام الآخرين لك ويجعلك تشعر بالثقة والاطمئنان فالشخص الذي تشيع الفوضى في هندامه يشعر الآخرين بان الفوضى تشيع في تفكيره كذلك هنالك صفة مهمة وضرورية لتكون شخصيتك قوية وهي أن تتعلم كيف تكسب ثقة الآخرين، وهذا يمكن تحقيقه بسهولة بمجرد أن تكون صادقا، والنبي صلى الله عليه وسلم، يعرض من خلال القصة التي وقعت فى بنى إسرائيل.

جانبا من جوانب الفساد الإجتماعي والافتتان بزخارف الدنيا، والذي أودى بالمجتمع الإسرائيلي مهاوي الردى، وكان سببا في تسلط أعدائهم عليهم، وقد ظهرت بوادر الفساد الاجتماعي في تلك الأمة بقوة من خلال المبالغة في الاهتمام بالمظاهر، فكان الإنفاق على الملابس والحلي وأنواع الزينة ومراسم الحفلات على أشده، ولم يكن التسابق المحموم على تلك الأمور محصورا بالطبقة الغنية القادرة، بل اكتوى بنارها الفقراء والمعدمين، سعيا لمجاراة الواقع الموجود، ومع مطالب النساء وما جره من النفقات الباهظة، كانت النتيجة الحتمية الغرق في دوامة لا تنتهي من الديون والقروض الربوية، وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ.

ما تكلف امرأة الغنى، فذكر امرأة من بني اسرائيل كانت قصيرة، واتخذت رجلين من خشب، وخاتما له غلق وطبق، وحشته مسكا، وخرجت بين امرأتين طويلتين أو جسيمتين، فبعثوا إنسانا يتبعهم، فعرف الطويلتين، ولم يعرف صاحبة الرجلين من خشب” رواه ابن خزيمة، وروي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال قاولت، أي خاصمت رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له يا ابن السوداء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “طف الصاع، طف الصاع، ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل” قال أبوذر فاضطجعت وقلت للرجل المذكور، قم فطأ على خدي” قال العراقي رواه ابن المبارك، ومنذ ذلك الوقت لم يعرف أبو ذر من غلامه إنها عقيدة التوحيد التي سوت بين أبي ذر وخادمه، وبين بلال وأبي بكر، في مجتمع القدوة.

إحترام النفس والآخرين
إحترام النفس والآخرين
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار