مقالات

إحذروا الذنوب والمعاصي 

إحذروا الذنوب والمعاصي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

 

الحمد لله الذي وصف المؤمنين في كتابه العزيز بصفة الأخوة الإيمانية، فقال سبحانه وتعالي ” إنما المؤمنون إخوة” وصلى الله على نبينا محمد بن عبد الله الذي أرشدنا إلى كل ما من شأنه تقوية أواصر هذه الأخوة بين عباده الـمؤمنين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد اعلموا أن الله عز وجل إذا أنزل داء ومرضا فإنه ينزل معه الشفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله، ففي مستدرك الحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل معه دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام وهو الموت” ومن هدي الإسلام في التعامل مع هذه الأوبئة والأمراض هو عدم الذهاب إلى الأرض التي إنتشر فيها المرض، كما أن على الساكنين في تلك الأرض الموبوءة عدم الخروج منها. 

 

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “إذا سمعتم به أي الطاعون بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه” رواه البخاري ومسلم، وكذلك أي مرض ينتشر في أرض فلا ينبغي الذهاب إليها، قياسا على مرض الطاعون، وينبغي على الحكومات عمل بعض الإجراءات الإحترازية لمنع إنتشار الأمراض المعدية لحماية الأنفس والأبدان من هذه الأمراض، كما فعلت بلاد الحرمين وفق الله القائمين عليها، مما يزيد إيمان المسلم بالله عز وجل أن هذا الأمراض هي عباره عن فيروسات لا ترى بالعين المجردة فهي جند من جنود الله يرسلها الله على من يشاء من عباده إما عقوبة أو إبتلاء فلذلك يقف الإنسان ضعيفا أمام قدرة الله ” وخلق الإنسان ضعيفا ” فلا يغتر الإنسان بقوته فهو ضعيف أمام عظمة الله تعالي، ولنعلم أن الذنوب والمعاصي. 

 

هي سبب الكوارث والمصائب في أي مكان، فلنحذر الذنوب والمعاصي، فإنها سبب هلاك الأمم السابقة، إما بالغرق كما أهلك فرعون وقومه، وإما بالريح كما أهلك عادا، وإما بالصيحة كما أهلك قوم ثمود، وكذلك مثل هذه الأمراض الخطرة فهي إما عقوبة للعصاة أو إبتلاء لرفع درجات المؤمنين، والواجب على المسلم أن يحصن نفسه بما ورد في الكتاب والسنة من أذكار شرعية، حتى تكون سببا في حفظه من أي أمراض أو غيرها ومن أهمها هو صلاة الفجر في جماعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله” رواه مسلم، أي في حفظ الله وأمان الله من كل مكروه، فربي يحفظك بصلاة الفجر من الحوادث والأمراض وكل الشرور، وكذلك أيضا أذكار الصباح والمساء فهي من الأسباب الحافظة بإذن الله للمسلم من كل مكروه. 

 

وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء” ومن أهم الأسباب لحصن المسلم هو التوكل على الله عز وجل عند الخروج من المنزل، فمن توكل على الله فهو حسبه، ونسأل الله أن يرينا الحق ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل ويرزقنا إجتنابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، اللهم أعز الاسلام والمسلمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، اللهم لاتدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولادينا إلا قضيته ولا عسرا إلا يسرته ولا مريضا إلا شفيته، اللهم وفق ولي أمرنا وأمور المسلمين لما يرضيك اللهم ارزقهم البطانة الصالحة وأبعد عنهم بطانة السوء الفاسدة يا رب العالمين.

إحذروا الذنوب والمعاصي 

إحذروا الذنوب والمعاصي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى