إشارة ودلالة لعموم رسالة النبى الكريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 13 يناير 2025
الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان ثم أما بعد، ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، وإن وصول النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم إلي المسجد الأقصى فيه إشارة ودلالة لعموم رسالة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وعالميتها، فدعوته عامة لكل بلد، كما أنه صلى الله عليه وسلم، صلى إماما بالأنبياء فيه، وفيه دلالة على أن رسالة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هى ناسخة لجميع الرسالات السماوية قبله، وإن الإمامة بحد ذاتها تدل على الإقتداء.
فقد اقتدى به الأنبياء حينما صلوا خلفه، وكانت دعوتهم جميعا إلى الإيمان بالله والابتعاد عن الشرك، كما ربطت هذه الرحلة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ودعت إلى شد الرحال إليهما، والعمل على تطهير مثل هذه الأماكن المقدسة من كل شرك، وكذلك علو الله تبارك وتعالى، فقد صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا حتى وصل إلى سدرة المنتهى وكلمه الله تعالى، فقال تعالى “ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات” تأكيد هوية القدس الإسلامية، والتخفيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواساته وتثبيته فقد لاقى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من قومه الأذى والإعراض، ثم وقعت حادثة الطائف التي رفض فيها أهل الطائف دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآذوه، وفي ذات الوقت كان قد فقد زوجته السيدة خديجة وعمه أبو طالب.
اللذين كانا لهما دورا كبيرا في مناصرته، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما حزنا شديدا، فكانت رحلة الإسراء والمعراج تخفيفا من الله سبحانه وتعالى لقلب نبيه صلى الله عليه وسلم، تعزيز مشاعر الأبوة وإظهارها، حيث شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آدم عليه السلام يفرح لفرح بني البشر ويحزن لحزنهم، وهذا هو حال جميع الآباء تجاه أبنائهم، قول الحق مهما كانت نتائجه، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بما حدث معه في هذه الليلة، ولم يأبه لتصديقهم له أو تكذيبهم، وهكذا يعرف الإسراء بأنه مرافقة النبى محمد صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام ليلا من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في يت المقدس، ركوبا على البراق، أما المعراج فهو صعودهما معا من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا.
وقد ورد ذكر هذه الرحلة في القرآن الكريم والسنة النبوية وأثبتها الصحابة رضوان الله عليهم، وقد كان الإسراء والمعراج وعودة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة في الليلة نفسها، وقد وقعت حادثة الطائف التي رفض فيها أهل الطائف دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآذوه، ثم جاءت بعدها رحلة الإسراء والمعراج ليثبت الله بها قلب نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث أسرى الله عز وجل نبيه بصحبة جبريل عليه السلام على دابة البراق ليلا، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فربط النبي صلى الله عليه وسلم الدابة عندما وصل بحلقة على باب المسجد، ودخل وأم بالأنبياء، ثم صعد به جبريل على البراق حتى وصلا إلى السماءِ الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح له ووجد بها آدم عليه السلام.
ثم إلى السماء الثانية فوجد بها يحيى وعيسى بن مريم عليهما السلام، ثم إلى الثالثة فوجد بها يوسف عليه السلام، ثم إلى الرابعة فوجد بها إدريس عليه السلام، ثم إلى الخامسة فوجد هارون عليه السلام، ثم صعد إلى السماء السادسة فوجد موسى عليه السلام، ثم إلى السماء السابعة فوجد الخليل إبراهيم عليه السلام، وفي كل سماء كان يرحب به ويقر النبي صلى الله عليه وسلم الموجود فيها بنبوته صلى الله عليه وسلم ثم عرج به جبريل حتى وصل سدرة المنتهى والبيت المعمور، ثم منها إلى الله سبحانه وتعالى، ففرض عليه خمسون صلاة، فلما عاد ومر على نبى الله موسى عليه السلام سأله عما فرضه الله عليه، فأخبره النبى صلى الله عليه وسلم فطلب منه أن يعود ويطلب من الله أن يخفف عن أمته، فنظر النبى صلى الله عليه وسلم إلى جبريل فأجابه، فعاد خففها إلى أربعين صلاة، وما زال يفعل ذلك حتى صارت خمس صلوات في اليوم والليلة.