دنيا ودين

 إلتزام الطاعة وهجر المعصية

جريدة موطنى

 إلتزام الطاعة وهجر المعصية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد فإن الصبر يعين الإنسان على التزام الطاعة وهجر المعصية، وتحمل الأقدار، فقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وجدنا خير عيشنا بالصبر، وقال أيضا أفضل عيش أدركناه بالصبر ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما، وقال الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.

فإذا قطع الرأس بار الجسم، ثم رفع صوته فقال ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له، وقال الصبر مطية لا تكبو، وقال الحسن الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده، وقال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيرا مما انتزعه، وقال سليمان بن القاسم كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال الله تعالى ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” قال كالماء المنهمر” وتزداد الحاجة لهذه القيمة في زماننا هذا الذي كثرت فيه الفتن والمغريات، وأصبح الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر” رواه الترمذي. 

وقال صلى الله عليه وسلم”إن وراءكم أيام الصبر المتمسك فيهن يومئذ بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم” قالوا يا نبي الله أو منهم؟ قال “بل منكم” قالوا يا نبي الله أو منهم؟ قال “بل منكم” ثلاث مرات أو أربع، وأنتم معشر المسلمين المخلصين الذين تعملون لإعلاء دين الله وكلمته، لقد طال هذا الليل واسود جانبه، وأرقنا فعل الجاهليات بأهل الإسلام، لا تيأسوا فإن النصر مع الصبر، وإن مع العسر يسرا، فإن هذه سنة الله في الدعوات، أن الخطوب تشتد عليها، والأخطار من كل جانب، حتى يفعل جميعهم كل الإمكانيات فلا تفيد، وبعد أن يفقدوا الأمل ويصلوا إلى نقطة يحسون أن لا نصر عندها، إذا بنصر الله يأتي فيقول تعالى ” حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا” ولكن متى أتى النصر؟ أتى النصر عندما اشتدت الأمور وظنوا أنه لم يأتي. 

“جاءهم نصرنا” وهكذا لكي لا يكون النصر رخيصا، فلو كان النصر رخيصا لقام في كل يوم دعي بدعوة لا تكلفه شيئا، ودعوات الحق لا يجوز أن تكون عبثا ولعبا، فإنما هي قواعد في حياة البشر ومنهاج لهم، فإننا حينما نستلهم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإننا لا يمكن أن نوفيه بعض حقه، وإنما هي إطلالة سريعة ، وإشارة موجزة إلى شيء من سماته التي جعلت أفئدة الناس تهوي إليه وشيء من صفاته التي جذبت نفوس الخلق إليه، لقد رأى الصحابة رأيّ العين كل فضائله ومزاياه، رأوا طهره وعفته ورأوا أمانته واستقامته ورأوا شجاعته وبسالته، ورأوا سُموه وحنانه، بل رأى كل هذا أهل مكة الذين عاصروا ولادته وطفولته بما انطوت عليه من رجولة مبكرة.

 إلتزام الطاعة وهجر المعصية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار