دنيا ودين

كلوا من طيبات ما رزقناكم

كلوا من طيبات ما رزقناكم

كلوا من طيبات ما رزقناكم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 29 ديسمبر

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، والزموا سنة نبيكم تهتدوا، واعلموا أن من ملك نفسه وقهرها ودانها عزّ بذلك لأنه انتصر على أشد أعدائه، وقمع الشيطان ووساوسه، ونهي النفس عن الهوى فيه خير الدنيا والآخرة، فهي طريق قويم يوصل إلى رضوان الله تعالى والجنة، ‏‏فاللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا وموتى المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، أما بعد يا أتباع خير رسالة عرفتها البشرية إن أمر الكسب والدخل المالي من أكبر الأمور التي ينشغل بني البشر على جهة العموم بها، فلو نظرت إلى حياة الفرد من صغره إلى كبره فهو يدخل المدرسة.

ويختبر ويحرص على الدرجات العلى وأبواه يحثانه على المزيد من الجهد والدافع والمبرر لذلك هو الوصول إلى مكانة مرموقة ودخل أكبر، فها هو يبذل جهده من صغره إلى كبره من أجل هدف واحد هو تحقيق الدخل، ولو نظر أحدنا إلى يومه فإنه يجد أن أغلب ساعات اليوم بل قد يكون أغلب حديث اليوم عن هذا الموضوع واكتسبت عملية الكسب هذه الأهمية في حياة البشر لأنها ترتبط بتوفير أساسيات حياة الإنسان من طعام وشراب ولباس ونكاح وسكن ونحوها وقد علم العليم الخبير الذي خلقنا وصورنا والذي هو أعلم بنا منا هذا التعلق البشري بالمال وحب بني الإنسان له فبين لنا في كتابه الخالد هذه القضية واستمعوا حينما يحدثكم الخلاق العليم عن ذلك فيقول ” وتحبون المال حبا جما”

ولأن ديننا دين الفطرة دين وضعه لنا الذي خلقنا وسوانا سبحانه وهو أعلم بما يصلحنا وما يفسدنا فلم يحرم علينا طلب الرزق، ولم يطالبنا بالجلوس في الزوايا وترك الرزق بل حثنا على العمل والضرب في الأرض طلبا للرزق وكما دعانا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم للعمل ولكن بشرط ” خذوا ما حل ودعوا ما حرم ” وهذا الشرط مع الأسف غفل عنه من سيطر حب الكسب والمال على قلوبهم فما عادوا ينظرون هل يكسبون من حل أم من حرام هذا الشرط ناداكم الله به نداء خالدا يوم أن قال ” يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ” فأسمعوا وتأملوا فقال طيبات، فهل الرزق الحرام من الطيبات ؟ فهل علم من يكسب من حرام أنه عصى من بيده رزقه ورزق الخلق أجمعين؟

فعجبا نرى في أمة الإسلام نرى موظفين يعرقلون مصالح المسلمين حتى يحصلوا على رشوة دراهم معدودة يقبضونها ويحصلون معها في نفس اللحظة على لعنة من رسولهم صلى الله عليه وسلم حيث قال كما عند الإمام الترمذي وابن ماجه وغيرهما ” لعنة الله علي الراشي والمرتشي” فاتقوا الله وأعينوا إخوانكم، وتواصوا بالحق والعدل، وتعاونوا على البر والتقوى، فلن يبقى للإنسان إلا عمله، والمرء حي بسجاياه وإن كان موسدا مع أهل القبور في لحده، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار