مقالات

إمتحان الدنيا وإمتحان الآخرة

إمتحان الدنيا وإمتحان الآخرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إمتحان الدنيا وإمتحان الآخرة ، الحمد لله ولي التوفيق والسداد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد يا عباد الله نحن في هذه الدنيا في إختبار وإمتحان كبير، فكم هو جدير بنا أن نتذكر هذا الإمتحان وأن نتأمل في هذا الإختبار وأن نتذكر وقوفنا بين يدي الرب الجبار عز وجل ونعد لهذا الإمتحان جوابا، وإن أبناءنا وبناتنا في هذه الأيام يستقبلون إمتحانا دنيويا على تحصيلهم في العام الدراسي ويمتحنون على ما حصلوه، ويختبرون فيما تلقوه من علم وتوجه إليهم سؤالات في هذا الإمتحان سؤالات لا يعرفونها على وجه التحديد لكنهم يفاجؤون بها وقت الإختبار ثم إن لهذا الإختبار هيبة في نفوس الطلاب بل وهيبة في نفوس الآباء والأمهات، وكم هو جميل بالآباء والأمهات في إقبالهم على أبنائهم في هذه الأيام نصحا وتوجيها.

 

ومراجعة وإستذكارا ومتابعة للمذاكرة كم هو جميل بهم هذا وهم الحريصون على نجاح الأبناء الراغبون في فوزهم الخائفون من إخفاقهم كم هو جميل بالأب والأم أن يكون مع أبنائه كذلك لكن أعظم من هذا وأعظم أن يكون حرص الأب والأم على إبنه وبنته في الإختبار الأعظم يوم القيامة عندما يقف هذا الابن بين يدي الله تعالي أو تلك البنت بين يديه فيسألون عن هذه الحياة، واحرصوا عباد الله على توجيههم وحسن دلالتهم ونصحهم في إمتحانهم بين يدي الله أم أننا حدود إهتماماتنا دنيوية؟ لا لوم عباد الله على أب أو أم يحرص على نجاح ابنه في إمتحانات الدنيا لا لوم عليه بل هذا من تمام التربية وكمال التوجيه لكن اللوم كل اللوم أن يكون هذا هو حدود إهتمامه ومبلغ علمه وغاية نصيحته لإبنه دون أن يرعاه فيما سيلقاه يوم القيامة بين يدي الله.

 

وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ” اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا” وتأمل هنا قال عليه الصلاة والسلام ” لا تجعل الدنيا أكبر همنا” وهذا فيه أن إهتمامك بالدنيا لا شيء فيه ولا ملامة عليك في هذا الإهتمام وإنما الملامة كل الملامة أن تكون الدنيا هي غاية إهتمامك ومبلغ علمك، وإنها لفرصة عظيمة في مثل هذه الأيام أن نقبل على الله عز وجل إقبالا صادقا في تحقيق رضاه وبلوغ ما يحبه عز وجل من صالح الأعمال وسديد الأقوال إننا في هذه الأيام نرقب نتائج إمتحانات أبنائنا الطلاب وكلنا يتمنى نجاح إبنه ويرغب في فوزه ولا يود أن يكون مخفقا راسبا ولا شيء في ذلك كما قلت لكنها فرصة عظيمة لتقوية الإهتمامات والنهوض بالعزائم ليكون النصح بالغا والتوجيه كاملا فيما يتعلق برضى الرب جل وعلا وفي الوقت نفسه لا ينسى نصيب العبد.

 

وحظه من الدنيا عباد الله إن مما يؤكد عليه في مثل هذه الأيام أهمية الأمانة وأن العبد يسأل عنها يوم القيامة أمانة عامة عباد الله في كل جانب من جوانب الحياة أمانة في العقيدة والتوحيد وأمانة في العبادة والعمل وأمانة في البيوع والمعاملات وأمانة في كل أوجه ومجالات الحياة، ومن ضمن الأمانة المتأكدة التي ينبغي أن ترعى أمانة المعلم في أسئلته وإمتحانه وفي مراقبته لطلابه فإن هذه أمانة عظيمة يسأل عنها أمام الله عز وجل وكذلك أمانة الطالب في أدائه لإمتحاناته وبعده عن الأوجه المخلة والطرائق المشينة في أداء الإمتحانات وذلك بالغش والخديعة والمكر ونحو ذلك وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من غشنا فليس منا” وعموم الحديث يدخل فيه الإختبار وغيره، وإن مما ينبغي أن يعنى به في مثل هذه الأيام صدق الدعاء.

 

وتمام الإلتجاء إلى الله عز وجل بأن يحقق لأبنائنا وبناتنا النجاح في الدنيا والآخرة فالنجاح بيده سبحانه والتوفيق منه عز وجل، فكم هو جميل أن يوجه الابن والبنت إلى الله عز وجل يدعوه بصدق ويلح عليه بالدعاء بأن يكتبه من الناجحين وأن يجعله من الفائزين الرابحين، وإن مما ينبه عليه في هذا المقام ورقة تروج في بعض المدارس فيها أدعية محددة لأعمال معينة فيها دعاء يقال عند المذاكرة، ودعاء يقال عند دخول قاعة الإمتحانات، ودعاء يقال عند كتابة الإجابة، ودعاء يقال عند الفراغ منها، أدعية محدّدة في كل مجال من هذه المجالات وهي عباد الله وهي تكلف ما أنزل الله به من سلطان وتخرص لا دليل عليه وقول على الله وفي دين الله بلا علم وقد قال العلماء قديما من إستحسن فقد شرع.

 

ولهذا يجب الحذر من مثل هذه الأوراق وإنما يوجه الطلاب عموما إلى الإقبال على الله تعالي بالدعاء وسؤاله التوفيق والنجاح دون أن يحدد أمورا لا دليل عليها ولا برهان من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

إمتحان الدنيا وإمتحان الآخرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى