
هذب قلبك من خلال خطاك..
———————————-
بقلم: دعاء زيدان
مدرس مساعد الفقه بجامعة الأزهر
هل تعلم أن الإسلام علمنا كيف نمشي؟
نعم لا تتعجب.. فلم يترك الإسلام شاردةً ولا واردةً إلا وعلَّمنا إياها، حتى طريقتنا في المشي؛ فالإسلام لا ينظر إلى المشي على أنه مجرد انتقال، بل يراه مرآةً للقلب، وسلوكًا يعكس ما فيه من تواضع أو كِبر، وما في النفس من حياء أو غفلة.
وقد لفت الإسلام أنظارنا إلى إمكانية تهذيب سلوكنا من خلال ضبط مشيتنا؛ فنهانا عن مشية المتكبر المتغطرس الفَرِح، وأرشدنا إلى المشي هونًا بتواضع، مقتصدًا بين البطء والسرعة.
أما المرأة، فقد نُهيت عن أن تضرب برجلها أثناء المشي، لئلا يُعلَم ما تُخفي من زينتها.
تدبَّرْ معي قول الله تعالى:
{ وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولًا } [الإسراء: ٣٧]
{ وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } [الفرقان: ٦٣]
{ وَلَا تَمْشِ فِي ٱلْأَرْضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } [لقمان: ١٨-١٩]
{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوا إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور: ٣١]
وهكذا، يتجلّى حرص الإسلام على تهذيب السلوك الظاهر والباطن، ليكون المؤمن في حركاته وسكناته في أبهى صورة.
فما أعظم هذا الدين الذي يهذّب القلب، ويهذّب الخطى، ويجعل من السلوك اليومي عبادةً تُرضي الله وتُزكّي النفس.