اخبار

إهلاك الحرث والنسل

إهلاك الحرث والنسل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه و خليله وخيرته من خلقه، أدى الأمانة و بلغ الرسالة ونصح الأمة، ومحا الظلمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وإقتدى بسنته إلى يوم الدين أما بعد ينبغي علينا جميعا أن نذكر أبناءنا الشباب في يوم إحتفالاتهم أنه ليس من حب الوطن إشاعة الفوضى، وليس من حب الوطن قطع الإشارات، وليس من حب الوطن ترويع الآمنين، ونهب الممتلكات، فهذه ظواهر شاذه ينبغي ألا يقع فيها المسلم الذي رضي بالله تعالي ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

فإن الإسلام يعلمنا النظام، ويعلمنا حفظ الأمانة، ويعلمنا الأدب، فمنه نستقي أدبنا وقيمنا ومبادئنا، وحب الوطن هو أن يقوم الإنسان بالمسؤولية التامة، وأن يحفظ الأمانة، وأن يستشعر هذا الأمر، وحب الوطن يكون بالدفاع عنه وعن مقدساته وعن مواطنيه، وحب الوطن هو بحفظ النظام وعدم ترويع الآمنين، وعدم الفوضى والهمجية، وحب الوطن بإحترام الكبير، والعطف على الصغير، وإحترام الجار والضيف، وعدم نهب الممتلكات، وعدم الترويع وعدم الوقوع في المحرمات، وحب الوطن يكون بالحرص على الممتلكات العامة والخاصة، فهذا من محبة الوطن، وحب الوطن ليس يوما في السنة، بل هو كل يوم، وليس في موقف واحد، بل في مواقف كثيرة ينبغي ألا يغفل عنها الإنسان، وينبغي علينا جميعا أن نستشعر هذه الأمور.

واعلموا أن العالم اليوم يخوض قضية أقضت فيه المضاجع، وأثارت عنده المكنون، وولدت لديه إفرازات، إنها قضية الإرهاب والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل، فلا بد من التأكيد أن الإرهاب شر يجب التعاون على اجتثاثه واستئصاله، كما يجب منع أسبابه وبواعثه، فقد عانت منه دول، وذاقت من ويلاته مجتمعات بدرجات متفاوتات، فإن الإرهابيون يرتكبون فظيع الجرائم عندما يقدمون على قتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات، ويفسدون في الأرض، فإن الإرهاب شر كله، وخراب كله، وأحزان كله، وفساد كله، وإن الشخص محترف الإرهاب هو شخص منحرف التفكير، ومريض النفس، ومن ذا الذي لا يدين الإرهاب ولا يمقته ولا يحذر منه، إن الإرهاب يخترق كل المجتمعات، وينتشر في كل الدول بين جميع الأعراق والجنسيات.

والأديان والمذاهب، وعمليات إرهابية تتجاوز حتى مصلحة منفذيها، فضلا عن أنها تكلفهم حياتهم وأرواحهم، وعمليات تتجاوز حدود المشروع والمعقول، وتتجاوز تعاليم الأديان، ومألوف الأعراف، وضابط النظم والقوانين، إن الأمم الكبيرة قد اعتادت عبر التاريخ أن تجعل من الفواجع والمحن مناسبة لمراجعة النفس، ومحاسبة الذات، ووسيلة لتقييم الحاضر، واستشراف المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى