إياكم والأساليب التربوية الخاطئة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله برحمته اهتدى المهتدون، وبعدله وحكمته ضلّ الضالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، تركنا على محجّة بيضاء لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء والظنون، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن من أضر الأمراض على النفس هي الذنوب، فمن لازمها فستؤذيه وتضره، وتضر قلبه بالتحديد، ويبقى تأثيرها فيه حتى تقتله، حيث قال عبدالله بن المبارك رحمه الله ” رأيت الذنوب تميت القلوب، وقد يورث الذل إدمانها، وترك الذنوب حياة القلوب، وخير لنفسك عصيانها” واعلموا إن من الأساليب التربوية الخاطئة الممارسة من قبل بعض الوالدين والتي قد تكون ساهمت.
في سلبية سلوك الأبناء هو الدلال الزائد والتسامح في التعامل مع الأبناء، فهذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة، فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين أو تحمل المسؤولية، ومواجهة الحياة لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها ولا يقصد بذلك أن يفقد الوالدان التعاطف والرحمة مع الطفل، ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء حيث تجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح في طفولته وبين أسرته، ولكن إذا ما كبر وخرج إلى المجتمع صعب عليه التعامل مع القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات ويثور في وجهها وقد يخالفها دون مبالاة ضاربا بالنتائج السلبية المترتبة على سلوكه، عرض الحائط وهذا كثيرا ما يحدث في مجتمعنا.
وأيضا من الأسباب عدم الثبات في المعاملة، فعلى الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحونها للطفل، وعندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها ويجب عدم التساهل يوما ما في تطبيق قانون ثم نعود اليوم التالي مؤكدين على ضرورة تطبيقه حيث أن ذلك سيربك الطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض، وأيضاعدم العدل بين الأخوة نتيجة للفروق الفردية بينهم، فمنهم من هو أكثر ذكاء أو أكثر وسامة أو أكثر تحببا لوالديه وقد يجد الوالدين هذه الصفات محببة لديهم وينجذبون لمن يمتلكها من أبنائهم أكثر من أخوتهم الآخرين، ولكن هذا خطأ كبير وقد يؤذي بقية الأطفال نفسيا، فاعلموا أن التربية هي مسؤولية عظيمة تتطلب من الآباء الكثير من الصبر والحكمة، ويجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأطفالهم.
وأن يبنوا معهم علاقة مبنية على الحب والإحترام، ويجب على الآباء أيضا أن يكونوا على دراية بالآثار والعواقب السلبية للأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وآثرها على شخصياتهم وأن يعملوا جاهدين لتجنبها، تذكر أن الطفل هو مرآة لأسرته، وعندما نستثمر في تربيته بشكل صحيح، فإننا نستثمر في مستقبل أفضل له وللمجتمع ككل، واعلموا أن التربية هي تنمية جميع جوانب شخصية الطفل تنمية شاملة كاملة متوازنة، كما أنها عملية تشكيل وصقل شخصية الطفل وتوجيهه نحو مستقبل واعد، ورغم أهمية هذه العملية، إلا أن العديد من الآباء يقعون في أخطاء تربوية قد تؤثر سلبا على شخصية الطفل وسلوكه، وأن الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء لها آثرها السلبي على شخصياتهم، وعواقبها وخيمة على الطفل، وينبغي علي للآباء تجنبها والعمل على إصلاح الأخطاء السابقة.

