
إيلون ماسك يُنقذ الأونروا.. صفقة المريخ مقابل حصانة غزة!
بقلم : نبيل أبوالياسين

في مكتب مُظلم بمقر الأمم المتحدة، بينما كانت وثيقة رفع الحصانة عن الأونروا تُسلّم رسميًا إلى المحكمة الاتحادية في نيويورك، كان هاتفٌ يرن في مقر “سبيس إكس” بكاليفورنيا.. إيلون ماسك يرفع السماعة ليجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الخط: “لديّ عرضٌ لا يُرفض.. غزة مقابل المريخ!”، هكذا بدأت أكثر المفاوضات السرية إثارةً في التاريخ، حيث يُحاول أغنى رجل في العالم تحويل كارثة إنسانية إلى فرصةٍ لإنقاذ البشرية.. فهل يُصبح مصير مليوني فلسطيني ورقة مساومة في لعبةٍ بين المليارديرات والقوى العظمى؟.
الصفقة الشيطانية: تمويل المريخ مقابل تجويع غزة
كشفت مصادر مقربة من البيت الأبيض أن ترامب عرض على ماسك إسقاط الدعوى القضائية ضد الأونروا مقابل استثمار 10% من ثروته ما يعادل 44 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية الأمريكية، خاصةً تلك المرتبطة بشركة “ذا بورنج” لأنفاق النقل فائقة السرعة، المفارقة أن المبلغ يتطابق تمامًا مع قيمة صفقة استحواذ ماسك على تويتر ، مما يطرح سؤالًا: هل كانت الصفقة مجرد ذريعة لتمويل مخططات ترامب؟
ماسك “المُخلّص”: بين الإنسانية وصراع المصالح
في تغريدة مُشفّرة، كتب ماسك: المريخ يحتاج إلى كل الأيدي العاملة.. حتى تلك التي تعرف كيف تُصلح الخيام في المخيمات، في إشارةٍ غامضة إلى إمكانية توظيف لاجئي غزة في مستعمراته الفضائية، ولكن تقارير داخل “تسلا” تكشف أن الشركة تخطط لاستبدال عمالها البشريين بروبوتات “أوبتيموس” بحلول 2026 .. فهل يُخطط لاستغلال اللاجئين كوقودٍ رخيص لثورته التكنولوجية؟.
الأونروا تحت المجهر: من وكالة إغاثة إلى “هدف استثماري”
تسري أنباء عن توجهات خطيرة تهدف لتحويل معاناة اللاجئين الفلسطينيين إلى فرص استثمارية، ومصادر مطلعة تشير إلى وجود مخططات لاستغلال البيانات الصحية والإنسانية في غزة ضمن مشاريع تكنولوجية ضخمة، تحت ذريعة “التقدم العلمي” و”التنمية”، وهذه الممارسات تزامنت مع تصريحات مثيرة للجدل تصف غزة بأنها “أرض بلا شعب.. مثالية للمشاريع الاستثمارية”، مما يثير مخاوف من تحويل الكارثة الإنسانية إلى سوق لاستثمارات مشبوهة، والتحليلات تشير إلى وجود تعاون غير مسبوق بين مراكز القرار السياسي وشركات التكنولوجيا الكبرى لاستغلال الأزمات الإنسانية.
والمفارقة الصارخة تكمن في أن هذه الجهات التي تروج لمشاريعها كـ”ثورة إنسانية” هي نفسها المتورطة في انتهاكات أخلاقية تمس خصوصية الضحايا وحقوقهم الأساسية، فتحليل البيانات الشخصية للاجئين، بما في ذلك المعلومات الصحية الحساسة، يطرح أسئلة كبيرة عن حدود الاستثمار في الأزمات الإنسانية، وهذه التوجهات تفتح الباب أمام مخاوف من تحويل المنظمات الإنسانية إلى أدوات لخدمة أجندات استثمارية وسياسية، في انتهاك صارخ لمبادئ العمل الإنساني الدولي.
ردود الأفعال: صمت الأمم المتحدة.. وغضب الفلسطينيين
وصف محامو الأونروا القرار الأمريكي بأنه “انتحارٌ قانوني”، بينما هاجمت حركة حماس ما وصفته بـ “تكنو استعمار جديد”، والمفاجأة كانت في تصريح ترامب الغامض: “ستسمعون أنباء جيدة جدًا عن الشرق الأوسط قريبًا”، والذي يُعتقد أنه إشارة إلى صفقةٍ ثلاثية بين أمريكا وإسرائيل و”سبيس إكس” لتحويل غزة إلى موقع إطلاق صواريخ فضائية!.
المُفارقة الأخلاقية: عندما تُصبح السيارة الكهربائية أخطر من الدبابة
في ذات اليوم الذي أعلنت فيه “تسلا” عن بطاريات المليون ميل ، كانت مستشفيات غزة تُغلق أقسامها لنقص الوقود، وماسك الذي يُنادي بـ “العدالة الكوكبية” عبر استعمار المريخ ، يُوافق على صفقةٍ تُجّمد تمويل وكالة تُطعم مليون طفل فلسطيني.. هل هذه هي “أخلاقيات المستقبل” التي يتحدث عنها؟.
الفضاء للبلايين.. والأرض للملايين الجائعة
في عالمٍ يُنفق فيه ماسك مليارات الدولارات لاستعمار المريخ، تتحول غزة إلى مختبرٍ بشري لاختبار حدود الجوع، والأثرياء يحلمون بالنجوم، بينما يُدفن الأطفال تحت أنقاض منازلهم، والمفارقة الأكثر قسوة: التكنولوجيا التي تُنقذ البشرية على المريخ تُدمرها في غزة!.
وختامًا: إن القرار الأمريكي لم يكن مجرد ضربةٍ قانونية للأونروا.. بل كان إعلانًا صريحًا أن حقوق الإنسان صارت سلعةً في سوق المليارديرات. ماسك وترامب قد نجحا في اختراع لعبة جديدة: استعمار الفضاء مقابل تجويع الأرض، واليوم تُسقط أمريكا حصانة الأونروا.. وغدًا قد تبيع حقوق اللاجئين في مزادٍ علني لتمويل رحلةٍ إلى المريخ!، والسؤال الذي يُطارد الضمير العالمي الآن: إذا كان بإمكان الروبوتات أن تبني مُستعمرات على الكوكب الأحمر.. فلماذا لا تستطيع أن تُطعم طفلًا في غزة؟.