اتقوا الله في إستخدام المياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الأحد الصمد له النعم التي لا تعد والآلاء التي لا تحد يغفر الذنب ويستر العيب ويعفو عن السيئات وهو الرحيم الغفور، وأشهد ألا إله إلا هو وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد اعلموا أن التقوى هي السبيل إلى الخلاص من كل ضيق وشدة، وكما أن من ثمرات وفضائل التقوي هو القبول عند الله حيث قال تعالى ” إنما يتقبل الله من المتقين ” فالتقوى هي شرط قبول الأعمال عند الله، وكما أن من ثمرات وفضائل التقوي هو الكرامة والرفعة، حيث قال تعالى ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” فالكرامة الحقيقية عند الله تقاس بالتقوى، لا بالجاه أو المال، وكما أن من ثمرات وفضائل التقوي هو محبة الله للمتقين، حيث قال تعالى ” إن الله يحب المتقين ” فمحبة الله للعبد أعظم ما يرجى ويسعى إليه.
واعلموا إن للمتقين علامات وصفات ومن أبرزها هو المداومة على الطاعة، فالعبد المتقي حريص على أداء ما فرض الله عليه من عبادات، ويسارع إلى الطاعات، والإبتعاد عن المعاصي، فالمتقي يحرص على الإبتعاد عن الحرام، سواء في السر أو العلن، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “اتقي اللهَ حيثما كنت ” رواه الترمذي، وكما أن من علامات وصفات التقوي هو حسن التعامل مع الناس، وهو أن يتعامل المسلم مع الآخرين بخلق حسن فيعاملهم بالصدق والأمانة والعدل، حيث قال الله تعالى ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان ” ولقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن كيفية إستخدام المياة وعدم التعرض لها بأي إساءة، ومن صور عدم التبذير أن تستهلك المياه بحسب الأولوية في الإستهلاك، كأن يكون هناك إحتياج لشرب إنسان أو حيوان، فنقدم الشرب على أي شيء آخر.
حتى لو كان الوضوء للصلاة، ويلجأ من يريد الصلاة حينئذ إلى التيمم، أو إستعمال ماء البحر لتوفير الماء الخاص بالشرب، روى أبو هريرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هو الطهور ماؤه الحل ميتته” ومن مجالات العناية بالماء، هو حق المحافظة عليه من الجراثيم والميكروبات، وذلك أن ترك الماء أو الطعام مكشوفا، يمكن الجراثيم والميكروبات من الإختلاط به، وحينئذ يصبح ضارا للإنسان، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أطفئوا المصابيح إذا رقدتم، وغلقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب، ولو بعود تعرضه عليه ” ومعنى خمروا الآنية، أي غطوها حتى لا تدخلها الحشرات أو الجراثيم والميكروبات.
فاتقوا الله عباد الله وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله كما أمركم الله تعالي في كتابه العزيز وقال صلى الله عليه وسلم ” من صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرا” اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، اللهم انصر من نصر الدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم آمنّا في أوطاننا،
وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفّق وليّ أمرنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، وسدده في أقواله وأعماله، وألبسه ثوب الصحة والعافية، وإرزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه.

