
اتنين ف واحد
بقلم:سمر يوسف
اتنين ف
والحقيقة.. كلنا ب وِشِّين ،
كلنا رواية فيها صفحات مش منشورة.
عندنا وش بنقابل بيه الدنيا والناس،
ووش تاني لما نبعد عن الدنيا والناس.
في صوت مرِح، كله حياة ب نرُد بيه على الناس،
وصوت تاني نبرته سكوت جوه روحنا.
ضحكة على الوش للّي رايح واللي جاي…
وشهقة مستخبية جوه القلب، ما بتطلعش غير وإحنا لوحدنا.
بنقول “أنا تمام” وإحنا مش قادرين نقف على رجلينا.
بنطبطب على الناس، وإحنا محتاجين اللي يطبطب علينا.
ربنا خلقنا بتركيبة معقدة بس لذيذة… فيها تناقض وفيها حكمة.
خلانا نعرف نعيط ونضحك فى نفس اللحظة
ننكسر ونقوى في نفس اليوم.
نخاف ونقرب من اللي خايفين منه.
نتوجع ونسامح بعدها بشوية.
نقول “ماحصلش حاجة”
واحنا جوانا زلزال خلع أوتادنا
الوش اللي ظاهر للناس هو اللي متوضي بنعمة “الصبر”،
والوش التاني هو اللي لامس الأرض بسجوده وبيطلب من ربنا:
الفرج من الضيق اللي محدش عارف عنه حاجة،
بيطلب من ربنا قوة يخبّي بيها ضعفه،
وابتسامة يخبّي بيها دموعه.
وش للناس والعيلة والشغل علشان الصورة تطلع حلوة
ووش تاني ساعات طفل وساعات حكيم.
وكل يوم بنعيش الاتنين بمنتهى الإتزان كأنك ماشي عالحبل
إحنا فعلاً اتنين في واحد.
لاعب وحَكَم.
لاعب بينزل الملعب يندفع، يتعب، يتهور، يغلط، عشان يسجل هدف.
وحكم واقف بره الملعب…
بيراقب كل خطوة، بيعدّ الغلطات، وبيبص على الساعة.
مش خصم ليك ولاجاي يطردك من اللعبة.
حكم مهمته انه يحاسبك.
يطلع لك كارت الانذار
بس عمره ماهيرفعلك الكارت الاحمر
كلنا فصول، وكلنا أسرار، وكلنا…
اتنين ف واحد.
لما تقابل حد شكله هادي، ما تحكمش عليه بشكله
يمكن هو في معركة انت متعرفش عنها حاجه
ولما تشوف حد بيضحك طول الوقت، ما تفتكرش إن قلبه مرتاح…
يمكن دي طريقته الوحيدة اللى بيواجه بيها عشان يعرف يكمل
إحنا بنختار نبان متماسكين،
وبنحب نخلي اللي حوالينا ما يشيلوش همنا.
بنلبس الوش الأقوى…
ونخبى الوش الأصدق لما ييجى الليل ونقفل الشبابيك وباب اوضتنا بالمفتاح ،
خليك واعي إن جوانا بشر تانى اللى حواليك مايعرفهوش
خليك طيب ورحيم بالناس وماتحكمش عليهم بالظاهر
ولا تستعجل تقراهم من أول صفحة.
لإن الحقيقة؟
محدش فينا كتاب مفتوح…
كلنا فصول ناقصة،
كلنا وشوش متعلقة على حكايه ليها وش وضَهر .
كلنا من أولنا لآخرنا
اتنين ف واحد.
ومهما حاولنا نكون غير كدة هنفضل اتنين فى واحد