دنيا ودين

اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا

اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا

 

كتب دكتور : فوزي الحبال 

اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا

ذكر الله الأدعيه في سُورة الشُعراء التي دعا بِها النبي إبراهيم عليه السّلام من ضمن الدُعاء :”واجعل لي لسانَ صدقٍ في الآخرِين” ،”وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ”،”سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ “،”كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”.

ما نفعلُه اليُوم من ذكر لإبراهيم عليه السّلام هو استِجابة الله لدعوة نبيّه.

 في التشّهد دائمًا نذكر النبي إبراهيم عليه السّلام من بين الأنبياء ،لأنه أحد أولي العزم الخمسه، و اختصّ الله إبراهيم فقط، ولم يذكر عيسى ونوح وموسى،مع أنّهم من أولي العزم.

 

خمس صلوات في اليُوم ونذكر اسمه في كلّ صلاة 

وأيضاً في أذكار الصباح والمساء نُصلّي على النبي عشراً،

وأفضل صيغة للصلاة على النبي هي الصلاة الإبراهيميّه 

أي التي نذكر فيها اسم نبيّنا إبراهيم عليه السّلام .

 

سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختصه الله عز وجل بالفضائل العظيمة ، والمكارم الجليلة ، فكان الإمام ، والأمة ، والحنيف ، القانت لله عز وجل ، الذي ينتسب إليه جميع الأنبياء بعده ، ويؤمن به جميع أتباع الشرائع (المسلمون والنصارى واليهود) .

وإبراهيم عليه السلام هو أفضل الأنبياء والرسل بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أخبرنا الله تعالى أنه اتخذه خليلا (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء/125 .

 

وجميع الأنبياء الذين جاءوا من بعده هم من نسله من طريق إسحق ويعقوب .

إلا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فهو من ولد إسماعيل بن إبراهيم .

فنبينا صلى الله عليه وسلم أخص بإبراهيم من غيره ، فإبراهيم عليه السلام هو أبو العرب ، وهو أبو النبي صلى الله عليه وسلم من جهة النسب .

وإبراهيم هو الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ملته (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) النحل/123 ، ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن تبع له أولى الناس بإبراهيم عليه السلام .

 

كما قال عز وجل : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) آل عمران/68 ، وقال رداً على اليهود والنصارى : (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/67 .

 

 قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء/25، لكن إبراهيم أبو العرب ، وأبو الإسرائيليين ، وهو يدعو إلى التوحيد الخالص ، واليهود والنصارى ادعوا أنهم أتباعه ، والمسلمون هم أتباعه ، فكان هو عليه الصلاة والسلام قد خُصَّ بأنه أبو الأنبياء ، وأنه صاحب الحنيفية، وأمرنا باتباعه ؛ لأننا نحن أولى بإبراهيم.

 

و لأن النبي عليه السلام رأى ليلة المعراج جميع الأنبياء والمرسلين ، وسلم على كل نبي ، ولم يسلم أحد منهم على أمته غير إبراهيم عليه السلام ، فأمرنا النبي عليه السلام أن نصلي عليه في آخر كل صلاة إلى يوم القيامة ، مجازاة على إحسانه .

 إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء الكعبة دعا لأمة محمد عليه السلام وقال : اللهم من حج هذا البيت من أمة محمد فهَبْه مني السلام ، وكذلك دعا أهله وأولاده بهذه الدعوة ، فأُمرنا بذكرهم في الصلاة مُجازاة على حُسْن صنيعهم.

 

كان إدريس عليه السلام خياطاً ، وكان لايدخل الإبرة ويخرجها الا ويقول اربع كلمات : سبحان الله، والحمدلله ،ولا إله إلا الله ،والله أكبر.

حتى قال الله له : يا إدريس أما تدري لماذا رفعتك مكاناً علياً ؟لقوله تعالى : (ورفعناه مكاناً علياً)

قال : لا أدري يا رب ،قال : يرتفع إلي من عملك كل يوم مثل نصف أعمال أهل الدنيا ، من كثرة الذكر .

( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )

 

جعلني الله وإياكم من الذاكرين لله كثيراً ،كلما أكثرت من الكلام كثرت أخطاؤك إلا ذكر الله.

قال تعالى : “وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا”

يقول ابن القيم : يأبى الله تعالى أن يدخل الناس الجنة فرادى فكل صحبة يدخلون الجنة سويا،يا رب أجعلنا من الصحبة الصالحة.

 

مر أحد الصالحين برجل يشوي اللحم فبكى 

 فقال له : مالك تبكى ؟ أكنت محتاجاً للحم ؟

قال : لا ولكن أبكى على أبن آدم !

يدخل الحيوان النار ميتاً ، وبن آدم يدخلها حياً !

 

يا رب أجسادنا لا تقوى على النار،فحرمها علينا ،

تأمل الايتين الكريمتين :” ومن يتق الله ” هذا شرط

” يجعل له مخرجا ” هذا وعد،فحقق الشرط لتستحق الوعد ،كن من تكون، فاليوم تمشي وغداً مدفون .

 

اهتمامنا شديد جداً بمسمياتنا في الدنيا ،أمير ، بروفسير،دكتور ،مهندس معلم،لكن،ماذا أعددنا لمسمياتنا في الآخرة ؟ الصائمون ، القائمون، القانتون ،المتصدقون الراكعون ، الذاكرون .

اكثروا من التفكير في قوله تعالى :”ياليتني قدمت لحياتي” ،لتعلموا أن الحياة الحقيقية ليست الآن .

 

ثلاث أدعية لا تنسوها في سجودكم 

اللهم إني اسألك حسن الخاتمة،اللهم ارزقني توبة نصوحة قبل الموت ،اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . 

اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار