الدكروري يكتب عن احذروا أن تهلككم الفواحش
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 13 فبراير
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد إن هناك وسائل كثيرة تدعوا إلى الشر والفاحشة فانتبهوا أيها المسلون من عقوبة جبار السموات والأرض واحذروا من عذاب شديد العقاب واحذروا أن تهلككم الفواحش ثم بعد ذلك لاينفع الندم فالحذر الحذر من هذه الأجهزة الهدامة والمدمرة، التي في ظاهرها النفع والفائدة وفي باطنها الضر والسم الزعاف، وكما إن من وسائل الزنا ومقدماته هو التبرج والسفور، إذ كيف برجل يرى امرأة كاشفة الوجه واليدين والرجلين.
وحاسرة الرأس كاسية عارية تجوب الشوارع والأسواق بلا محرم ألا يطمع فيها من كان في قلبه مرض ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم “صنفان من أهل النار لم أرهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها” وقال سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في شرح الحديث السابق وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور، ولبس الرقيق والقصير من الثياب والميل عن الحق والعفة وإمالة الناس إلى الفاحشة والباطل” وكما إن من وسائل الزنا ومقدماته هو الخضوع والتكسر في الكلام، فيوجد بعض النساء من تتكسر وتتميع في الكلام مع الرجال ولاسيما أصحاب المحلات التجارية ومنهن من تكثر من الضحك سواء في التليفون أو مع بعض المحارم أو غيرهم.
مما قد يوقع الشيطان في قلب بعض أولئك شرا وهي لاتدري نتيجة هذا الضحك فانتبهي لذلك أيتها المسلمة، وكما إن من وسائل الزنا ومقدماته هو التصوير بشتى أنواعه ووسائله فعلى الرغم من التحريم والوعيد الشديد للمصورين فهو أداة يستخدمها مرضى العقول والقلوب عبيد الشهوة واللذة يستخدمونها لإرغام الضحية والتي قبلت بالتصوير لتهديدها وعمل الفاحشة بها ثم يتركونها ملطخة بثوب العار والفضيحة عندها لا ينفع الندم والعتاب موجه للأولياء إذ كيف تسمح لمن هي تحت ولايتك أن تذهب إلى أي اجتماع تعرف أن فيه منكرا ومحرما خصوصا أنواع التصوير أو الاختلاط فإن رضيت بذلك ولا أظنك ترضى فأنت رضيت بفعل الفاحشة في أهلك، فأنت ديوث والجنة حرام على الديوث.
وسيبقى عار ذلك الفعل في وجهك وأهل بيتك أينما ذهبت وأينما غدوت فقد تهدد زوجتك أو ابنتك أو أختك أو قريبتك وخوفا منها ألا تنتشر صورها ترضى بما لم يقبله إنسان وإذا افتضح أمرها بحثت عن ستر تسترها به وعن سبب ذلك، فاقبل النصيحة واحفظ أهلك وعارك وشرفك وعش في بيتك قرير العين مستقر القلب وإياك ثم إياك من مجتمعات يسودها التصوير والضحك بين النساء والرجال، اتقوا الله تعالى واعلموا أنه ينبغي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به في جميع أعماله، وأقواله، وجدّه واجتهاده، وجهاده وزهده وورعه وصدقه وإخلاصه إلا في ما كان خاصّا به، أو ما لا يُقدر على فعله، لقوله صلى الله عليه وسلم “خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يملّ حتى تملوا” ولقوله صلى الله عليه وسلم “ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم”.