مقالات

ازرع البسمة في وجهك، تحصد السعادة في قلوب الناس

جريدة موطني

ازرع البسمة في وجهك، تحصد السعادة في قلوب الناس
محمود سعيدبرغش

ازرع البسمة في وجهك، تحصد السعادة في قلوب الناس
الابتسامة هي لغة القلوب وسحر النفوس، وهي مفتاح القبول والتواصل بين البشر. إنها فعل بسيط لكنه يحمل في طياته معاني عظيمة، حيث يمكن لابتسامة صادقة أن تبدد الهموم وتنشر السعادة في الأرجاء. وقد حثّ الإسلام على الابتسامة وجعلها من مكارم الأخلاق التي تُدخل السرور على الآخرين، وتُحصد بها الأجور والحسنات.

الابتسامة في ضوء القرآن الكريم

جاء ذكر الفرح والسرور وإدخال السعادة على النفوس في العديد من آيات القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى يحب للمؤمنين أن يكونوا مبشّرين بالخير، وأن يفيضوا من طمأنينتهم وسعادتهم على من حولهم. ومن أجمل المشاهد القرآنية التي تعبر عن الابتسامة والسرور ما ورد في قصة نبي الله سليمان عليه السلام، حين تبسّم ضاحكًا من قول النملة، كما قال تعالى:

﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ (النمل: 19).

فالابتسامة هنا كانت تعبيرًا عن الرضا والشكر لله، وهي دلالة على نقاء القلب وطيب النفس.

الابتسامة في السنة النبوية

كان النبي ﷺ مثالًا في حسن الخلق والرحمة، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه، حتى في أصعب المواقف، فكان يبث الأمل والتفاؤل في نفوس أصحابه، ويزيل عنهم الهموم. وقد روى عبد الله بن الحارث رضي الله عنه فقال:

“ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله ﷺ” (رواه الترمذي).

بل إن النبي ﷺ جعل الابتسامة في وجه الآخرين صدقة يُؤجر عليها المسلم، حيث قال:

“تبسمك في وجه أخيك صدقة” (رواه الترمذي).

وهذا يدل على أن أبسط الأفعال، كإظهار البشاشة والابتسام، يمكن أن يكون له أثر عظيم في نشر الخير بين الناس.

ثمار الابتسامة في حياة المسلم

1. تحقيق الأجر والثواب: فكل ابتسامة صادقة تُحتسب عند الله صدقة.

2. جذب القلوب وتأليفها: فالابتسامة تزيل الحواجز بين الناس وتقربهم من بعضهم.

3. نشر التفاؤل والطاقة الإيجابية: فالإنسان المبتسم يبث فيمن حوله روح الأمل.

4. تحسين الصحة النفسية والجسدية: فقد أثبتت الدراسات أن الابتسامة تقلل من التوتر وتزيد من الشعور بالسعادة.

خاتمة

الابتسامة ليست مجرد تعبير وجه، بل هي صدقة وسلوك نبيل يعكس حسن الظن بالله، وسلامة القلب، ونقاء السريرة. وهي مفتاح السعادة في الدنيا، وطريق لمحبة الناس ورضا الله. فلنحرص على أن نزرع الابتسامة في وجوهنا، لنحصد السعادة في قلوب من حولنا، ولنجعلها منهجًا في حياتنا، اقتداءً برسولنا الكريم ﷺ.

ازرع البسمة في وجهك، تحصد السعادة في قلوب الناس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى