استقبال رئاسي مهيب لماكرون في القاهرة… وجولةٌ بين عبق التاريخ وأصوات الناس
جريدة موطني

استقبال رئاسي مهيب لماكرون في القاهرة… وجولةٌ بين عبق التاريخ وأصوات الناس
بقلم . عبدالحميد نقريش :
في مشهد يعكس دفء العلاقات بين القاهرة وباريس، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة رسمية اتسمت بالزخم السياسي والرسائل الرمزية. لم يكن لقاءً عابراً، بل لوحة مكتملة التفاصيل: مراسم استقبال حافلة، محادثات استراتيجية، وجولة غير تقليدية في قلب القاهرة التاريخية، حيث امتزجت السياسة بالحضارة، والرسميات بنبض الشارع.
قمة رئاسية تعيد رسم خريطة التعاون
في قصر الاتحادية، تبادل الرئيسان الرؤى حول ملفات ذات أهمية إقليمية ودولية، من مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن في منطقة المتوسط، إلى التعاون في قطاعات الاقتصاد والتعليم والطاقة. جاءت التصريحات متناغمة، تحمل تأكيداً على متانة الشراكة بين البلدين، وحرصاً مشتركاً على دفعها إلى آفاق أرحب.
استقبال رئاسي مهيب لماكرون في القاهرة… وجولةٌ بين عبق التاريخ وأصوات الناس
جولة في التاريخ: السيسي وماكرون في قلب القاهرة القديمة
غير أن اللافت في الزيارة كان قرار الرئيس السيسي مرافقة ماكرون في جولة فريدة من نوعها في أحياء القاهرة التاريخية، في مشهد نادر يجمع بين رئيسي دولتين يسيران جنباً إلى جنب في شوارع تحتفظ بروح ألف عام. زارا معاً منطقة الحسين وشارع المعز، وتوقفا أمام معالم إسلامية بارزة من العصور الفاطمية والمملوكية والعثمانية.
في خان الخليلي، تحلق الناس حولهما بفضول وفرح. الرئيس السيسي قدّم لماكرون شرحاً مباشراً عن تاريخ القاهرة، مشيراً إلى بعض التفاصيل المعمارية الدقيقة، بينما كان ماكرون يستمع بإعجاب، ويلتقط الصور كأي زائر مفتون بجمال المدينة القديمة. بدا المشهد إنسانياً بامتياز؛ رئيسان في حوار غير رسمي وسط أصوات الباعة وروائح البخور والقهوة الشرقية.
انطباعات شعبية: “السيسي وماكرون في شارعنا!”
لم تمر الجولة دون أن تترك أثراً عميقاً لدى الأهالي. أحد البائعين قال: “ما كناش مصدقين.. رئيسنا مع رئيس فرنسا بيتمشوا في الشارع اللي اتربينا فيه!”، بينما أسرّت امرأة مسنّة لجارتها: “دي أول مرة أحس إن التاريخ بيتكلم قدامنا كده”.
الحوار العفوي بين الرئيسين، وتفاعلهما مع الناس، بعث رسالة بأن السياسة يمكن أن تقترب من الناس، وأن الزعماء حين ينزلون إلى الشوارع، ينزل معهم الأمل.
زيارة تختصر قروناً من العلاقات
زيارة ماكرون، برفقة الرئيس السيسي، إلى قلب القاهرة التاريخية لم تكن فقط برنامجاً سياحياً مميزاً، بل كانت ترجمة فعلية لما تعنيه القوة الناعمة والثقافة في العلاقات الدولية. لقد أعادت القاهرة تقديم نفسها كما تعرفها: مدينة تحمل ذاكرة الحضارة، وتفتح أبوابها بالودّ لكل من يعبرها بإعجاب واحترام.
تكتب هذه الزيارة سطراً مميزاً في كتاب العلاقات المصرية الفرنسية، عنوانه: عندما تلتقي السياسة بالتاريخ… وتبتسم القاهرة.