
استمرارية معركة البناء والتنمية والتحرير من التحرير الي التعمير
بقلم : محمد جابر
تعد سيناء هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر شاهدا خالدا على بطولات وتضحيات أجيال متعاقبة فقد كانت سيناء مسرحا لمعركة التحرير من الاحتلال الإس رائيلي ومعركة أخرى لا تقل أهمية أو صعوبةعن معركة البناء والتنمية. ورغم مرور عقود على تحرير الأرض إلا أن معركة البناء ما زالت مستمرة مواجهة تحديات الإرهاب والتخلف ومستلزمات التنمية الشاملة. بهذا تظل سيناء رمزا لمعركتين متلازمتين معركة التحرير بالسلاح ومعركة البناء بالإرادة والعمل.
عرفت سيناء على مر العصور بأنها بوابة مصر الشرقية ومفتاح أمنها القومي وقد سالت على أرضها دماء المصريين دفاعا عن الأرض والكرامة خصوصًا خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، التي مثلت ملحمة عسكرية فريدة في تاريخ الحروب الحديثة. لم يكن التحرير مجرد استعادة للأرض بل كان أيضا إعادة للكرامة الوطنية وللمكانة الدولية لمصر
أدركت الدولة المصرية أن المعركة الحقيقية تبدأ بإعمار سيناء. فالتنمية الشاملة كانت وما تزال هدفا استراتيجيا من أجل
تعزيز الأمن القومي عبر خلق مجتمعات عمرانية جديدة وتنمية الثروات الطبيعية والبشرية الهائلة التي تزخر بها أرض سيناء.
وربطها بباقي أرض الوطن عبر شبكات حديثة من الطرق والكباري والأنفاق
مما سهل القضاء على البيئة الحاضنة للتطرف عبر توفير فرص العمل والتعليم والخدمات الصحية.
شهدت سيناء في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في المشروعات التنموية
أبرزها إنشاء أنفاق قناة السويس أنفاق تحيا مصر لربط سيناء بالوادي والدلتا وشبكة طرق استراتيجية تربط شمال سيناء بجنوبها وغربها.
إطلاق مشروع تنمية سيناء زراعيا عبر استصلاح مئات الآلاف من الأفدنة ومد شبكات ري حديثة تعتمد على تحلية مياه البحر.
إقامة مناطق صناعية متطورة خاصة في وسط وشمال سيناء لتشجيع الاستثمار وخلق فرص عمل دائمة.
تطوير مدن شرم الشيخ
و دهب و نويبع و طابا لتكون قبلة للسياحة العالمية مع الحفاظ على الطابع البيئي الفريد.
لم تكن معركة البناء بمعزل عن معركة أمنية مستعرة ضد بقايا الإرهاب. وقد بذلت القوات المسلحة والشرطة المصرية جهودا مضنية لتطهير أرض سيناء من التنظيمات الإرهابية بالتوازي مع خطط التنمية. فكان الأمن هو السياج الحامي للاستثمارات والمشروعات الكبرى ونجحت مصر في استعادة الاستقرار إلى معظم مناطق سيناء مما فتح الباب واسعا أمام استكمال مسيرة البناء.
أدركت الدولة أن تنمية سيناء لا تكتمل دون مشاركة حقيقية من أبناءها
ليشمل تمكين الشباب السيناوي عبر برامج تدريب وتأهيل وظيفي
وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة
وتطوير منظومة التعليم والصحة بما يتماشى مع متطلبات العصر.
بجانب الحفاظ على التراث الثقافي والهوية السيناوية باعتبارهما جزءا من الثراء الوطني المصري.
استمرارية معركة البناء والتنمية والتحرير من التحرير الي التعمير