اشتباكات جنين ومقتل شذى السبع: دعوات للتحقيق ووقف الفوضى
اشتباكات جنين ومقتل شذى السبع: دعوات للتحقيق ووقف الفوضى
عبده الشربيني حمام
تسود حالة من الاحتقان الشديد الاوساط الشعبية الضفة الغربية عقب مقتل الصحفية الفلسطينية الشابة شذى السبع، التي أصيبت برصاصة في الرأس أثناء تواجدها في شارع مهيوب داخل مخيم جنين، يوم السبت الماضي.
الحادثة أثارت غضبًا شعبيًا واسعًا، خاصة في ظل استمرار الاشتباكات المسلحة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومسلحين من “كتيبة جنين”، التابعة لحركة الجهاد الإسلامي المدعومة إيرانيًا.
وأدان العميد أنور رجب، الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني، الحادثة واصفًا إياها بـ”الجريمة البشعة”، محملاً المسلحين الخارجين عن القانون المسؤولية عن مقتل الصحفية.
وأكد رجب في بيان أن “التحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان أثبتت عدم وجود قوى الأمن الفلسطينية في موقع الحادث” مشددا على التزام الأجهزة الأمنية بفرض سيادة القانون وملاحقة الجناة لتقديمهم إلى العدالة بأسرع وقت.
من جهتها، دعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للكشف عن ملابسات الحادثة وضمان محاسبة المسؤولين عن مقتل شذى السبع.
وأثار مقتل الصحفية موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي. ودعا العديد من المستخدمين إلى وقف الاشتباكات المستمرة في مخيم جنين، بينما تبادل آخرون الاتهامات بشأن المسؤول عن الحادثة.
كما انتشرت مقاطع فيديو على نطاق واسع، تظهر فيها امرأة تدلي بشهادتها عن الواقعة. وأكدت المرأة أن شذى كانت حاضرة أثناء اشتباكات بين مسلحين بسبب خلافات داخلية، مشيرة إلى أن قوى الأمن الفلسطينية لم تكن متواجدة في موقع الحادث.
مقارنات مع مقتل إسلام حجازي في غزة
وفي سياق متصل، قارن البعض حادثة مقتل شذى السبع بمقتل إسلام حجازي، مديرة برنامج غزة بمنظمة “شفاء فلسطين”، التي قُتلت في خان يونس جنوب القطاع على يد مسلحين تابعين لحماس.
وكانت منظمة “شفاء فلسطين” قد وصفت حجازي بأنها “ناشطة إنسانية وأم لطفلين، عُرفت بأخلاقياتها العالية واحترافيتها”.
وقالت وزارة الداخلية، التي تديرها «حماس»، إنها بدأت تحقيقًا في وفاة حجازي، ووصفت ما حصل، في بيان، بأنه «حادث»، دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل.
دعم شعبي لحملة “حماية وطن” في جنين
على صعيد آخر، شهدت مدينة جنين الأسبوع الماضي مسيرة حاشدة دعماً لقوى الأمن الفلسطينية في إطار حملة “حماية وطن”، الهادفة إلى فرض النظام والقانون في المدينة
وعبّر المشاركون في المسيرة عن رفضهم لحالة الفلتان الأمني، وتأكيدهم على تمسكهم بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وفقاً لما نقلته وكالة وفا الرسمية.
ودعا عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” عبد الله كميل الجميع إلى اتخاذ موقف وطني مشرّف في رفض الانفلات الأمني.
وحذّر عضو المجلس الثوري تيسير نصر الله من استمرار الجهات الخارجة عن القانون في ضرب السلم الأهلي، في حين اتهم آخرون الجماعات المسلحة بمحاولة تنفيذ انقلاب في مناطق السلطة.
وتواصل قوى الأمن الفلسطينية تنفيذ عملية أمنية واسعة في جنين منذ الشهر الماضي، بهدف القضاء على الجماعات المسلحة التي تُصنف كـ”خارجين عن القانون”. واستهدفت العملية تقويض نفوذ هذه الجماعات التي أسست قواعد قوة داخل المدينة ومخيم اللاجئين المجاور لها.
محلل سياسي: استهداف الأجهزة الأمنية يخدم إسرائيل
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن الدعم الشعبي للمقاومة لا يعني بأي حال دعم العبث بأمن المواطنين أو تعريض السلم المجتمعي للخطر.
ويضيف سوالمة أن إسرائيل تحاول منذ سنوات تصوير الضفة الغربية كمنطقة خارجة عن سيطرة السلطة الفلسطينية، تمهيدًا لضمها، معتبرًا أن استهداف الأجهزة الأمنية لا يخدم سوى الأجندة الإسرائيلية.