الآثار السيئة في المجتمعات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى، والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، أما بعد إنه لزاما على كل إنسان ألا يستعمل لسانه في معصية، كغيبة وسب وشتم، وتلفظ بالكلمات النابية، والألفاظ الشنيعة، وسوى ذلك مما يغضب الله الواحد القهار، بل يستعمله في الحدود الشرعية، وما يقربه من ربه كقراءة القرآن، والذكر، والتوبة، والاستغفار، والتعبير عما يريد ويجول بخاطره، من كل ما فيه نفع له، ولمن يساكنهم ويعيشون معه على ظهر الكرة الأرضية، ومن ألزم اللوازم لكل فرد أن يستعمل عقله وتفكيره فيما خلق لأجله فلا يدبر ما فيه ضرر لغيره.
ولا يرسم الخطط لإيذاء سواه، بل يجعل تفكيره فيما يرضي الرحمن جل جلاله حتى يعيش في دنيا الناس سعيدا موفقا، وعليه أن يحفظ البطن وما حوى فلا يأكل إلا من الحلال، لأن كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به، ولا يشرب شيئا حراما لأن الخمر وما يدور في فلكها من الكبائر، ولم يحرم ربنا علينا ذلك إلا لما يجره على الناس من البلاء العظيم، الذي لمسه القريب والبعيد على حد سواء، ومن أوجب الواجبات أن يبتعد عن الزنا ودواعيه لآثاره السيئة في المجتمعات، وعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، وكل امرئ فيها بما كسب في دنياه رهين، واعلموا يرحمكم الله أنه كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم.
وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، فيقول صلى الله عليه وسلم لها ” دعي لي ” وتقول رضي الله عنها له ” دع لي ” رواه مسلم، وكما كان صلى الله عليه وسلم يُسرّب إلى السيدة عائشة رضي الله عنها بنات الأنصار يلعبن معها، وكان إذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عرقا، وهو العظم الذي عليه لحم أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حجرها، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها، وربما كانت حائضا، وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلقه مع أهله أنه يمكنها من اللعب، فعن الأسود رضي الله عنه قال.
سألت السيدة عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت كان صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة” رواه مسلم والترمذي، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ” رواه أحمد، وكما قال صلى الله عليه وسلم “إن من أعظم الأمور أجرا النفقة على الأهل” رواه مسلم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس اقدموا فتقدموا، ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس تقدموا فتقدموا، ثم قال صلى الله عليه وسلم لي تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك” رواه أحمد.