المقالات

الأسرة والطفل

جريده موطني

الأسرة والطفل

بقلم / محمـــد الدكـــروريالأسرة والطفل

لما ولدت السيدة أمنة بنت وهب ابنها محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم أرسلت الى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشرا ودخل به الكعبة ودعا الله وشكره، وسماه محمدا ليكون محمودا في الأرض والسماء، فهو محمود عند ربه، ومحمود عند أهل السماء ومحمود عند أهل الأرض، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في صفاته وأخلاقه، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في سلوكه وآدابه، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في عبادته وخلواته، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في صمته وكلامه وهو صلى الله عليه وسلم محمود مع أصحابه وأعدائه، وعند أهله وجيرانه وعند أقاربه وأرحامه وهو صلى الله عليه وسلم محمود في كل شيء لأنه محمود في الأرض والسماء.

 

لذلك فهو محمد صلي الله عليه وسلم، ومن خلال الأسرة وما تقدمه للطفل منذ صغره تجعله قادرة على تحدي الصعوبات التي تواجهه في المستقبل وقادر على تحمل المسؤولية، وتقوي الأسرة وتعزز من روح أبنائها وتنمي فيهم مجموعة من القيم الأخلاقية مثل احترام الغير والتقدير لمجهود الآخرين، والصبر على الشدائد وتقديم العون والمساعدة لغيرة، فكل هذه الصفات تجعل الأفراد صالحين عند كبرهم وهمهم الأول هو العمل على تقدم مجتمعهم، وتنمي الأسرة من روح التفاعل والتعامل مع الآخرين داخل الطفل منذ صغرة وكذلك توطيد العلاقات الأسرية وما ينتج عنها من صلاح المجتمع ككل، والأسرة هي الوسيلة الوحيدة لنقل ثقافة العائلة من جيل إلى أخر، وكما تعمل الأسرة على توطيد العادات والتقاليد.

 

التي تعبير عن المجتمع لباقي أفرادها الصغار مما يؤثر بالإيجابية على الأجيال الحديثة، وإن الأسرة هي المرجع الأول والأخير لأي فرد بداخلها للتعرف على قيم المجتمع ومعاييره، فأثناء السنوات الأولى من تنشئة الأطفال تعمل الأسرة كالمدرس الذي يلقن تلاميذه جميع خبراته السابقة ليأمن له مستقبله، وتبث الأسرة في نفوس أبنائها الأدوار المطلوبة منهم في مجتمعهم وما واجبهم نحوه طيلة حياته، وتقدم الأسرة لأفرادها الرعاية الصحية السليمة التي تضمن سلامة الأفراد، وإن من واجبات الأسرة نحو الأفراد هو تعليهم العقيدة وحثهم على إتباع أساليب الدين الإسلامي في التربية، كما تنمي الأسرة الآباء والأمهات بالأخص ثقة باقي أفراد الأسرة في أنفسهم، وهناك أيضا الأسرة الاستبدادية والأسرة الديمقراطية.

 

حيث ينتشر نمط الأسرة الديمقراطية في المجتمعات المتقدمة والصناعية، وهي أسرة تقوم على أساس المساواة والتفاهم بين الزوجين، فلا يتمتع أحد الزوجين بسلطة خاصة على الأخر، أما الأسرة الاستبدادية فتقوم على سيطرة الأب على الأسرة واعتبارة مركز السلطة المطلقة داخل الأسرة، ولا تمتلك الزوجة شخصيتها الاجتماعية أو القانونية، وإن العائلة هي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية لا تجمعهم الإقامة المشتركة ولكن رابطة الدم والمصالح المشتركة والزيارت المستمرة في المناسبات وغيرها، وقد اتسمت الأسرة قديما بالقيام بكل الوظائف المرتبطة بالحياة، واتسمت بتحقيق وظائفها بالشكل الذي يلائم العصر الذي تنتمى إليه، حيث اختلفت وتطورت وظائف الأسرة نتيجة تطور العصور

 

التي أثرت في طبيعة تلك الوظائف وكيفية ووسائل قيام الأسرة بها، ولكن لم يختلف الهدف من تلك الوظائف بالرغم من تعرضها للتطور والذي يتمثل في تكوين الشخصية المتزنة انفعاليا والقادرة على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية.الأسرة والطفل

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار