الدكروري يكتب عن الأسرة وتكوين الفرد وصقل شخصيته
بقلم / محمد الدكروري
الحمد لله رب العالمين الهادي الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي إمام الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال تزوج أبو طلحة رضي الله عنه من السيدة أم سليم وهي أم أنس والبراء رضي الله عنهم أجمعين قال فولدت له بنيا قال فكان يحبه حبا شديدا قال فمرض الغلام مرضا شديدا فكان أبو طلحة يقوم صلاة الغداة يتوضأ ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي معه ويكون معه إلى قريب من نصف النهار، ويجيء يقيل ويأكل، فإذا صلى الظهر تهيأ وذهب، فلم يجيء إلى صلاة العتمة قال فراح عشية ومات الصبي قال وجاء أبو طلحة قال نسجت عليه ثوبا وتركته قال، فقال لها أبو طلحة يا أم سليم كيف بات بني الليلة ؟
قالت يا أبا طلحة ما كان ابنك منذ اشتكى أسكن منه الليلة، قال ثم جاءته بالطعام فأكل وطابت نفسه قال فقام إلى فراشه فوضع رأسه قالت وقمت أنا فمسست شيئا من طيب، ثم جئت حتى دخلت معه الفراش فما هو إلا أن وجد ريح الطيب كان منه ما يكون من الرجل إلى أهله قال ثم أصبح أبو طلحة يتهيأ كما كان يتهيأ كل يوم قال فقالت له يا أبا طلحة أرأيت لو أن رجلا استودعك وديعة فاستمتعت بها ثم طلبها فأخذها منك تجزع من ذلك ؟ قال لا، قلت فإن ابنك قد مات، قال أنس فجزع عليه جزعا شديدا، وحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرها في الطعام والطيب وما كان منه إليها قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فبتما عروسين وهو إلي جنبكما” قال نعم يا رسول الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بارك الله لكما في ليلتكما” قال فحملت السيدة أم سليم تلك الليلة قال فتلد غلاما، قال فحين أصبحنا قال لي أبو طلحة أحمله في خرقة حتى تأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم واحمل معك تمر عجوة، قال فحملته في خرقة قال ولم يحنك ولم يذق طعاما ولا شيئا قال فقلت يا رسول الله ولدت أم سليم، قال ” الله أكبر ما ولدت ؟” قلت غلاما قال ” الحمد لله ” فقال ” هاته إلَيّ ” فدفعته إليه فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له ” معك تمر عحوة ؟” قلت نعم فأخرجت تمرات فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة وألقاها في فيه، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوكها حتى اختلطت بريقه ثم دفع الصبي، فما هو إلا أن وجد الصبي حلاوة التمر.
جعل يمص بعض حلاوة التمر وريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أول من فتح أمعاء ذلك الصبي على ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” حُب الأنصارِ التمر ” فسمي عبد الله بن أبي طلحة قال فخرج منه رجل كثير قال واستشهد عبد الله بفارس ” رواه أحمد، وهذه هي الأسرة المسلمة، وأما عن تعريف الأسرة من الجانب النفسي ومن الناحية النفسية فتعرف الأسرة بأنها هذه العلاقة الموجودة بين الرجل والمرآة المبنية على المودة والرحمة، ومشاعر المحبة والألفة التي تكون موجودة في رابطة الزواج التي تجمعهم، والتعريف من هذا الجانب يعني التأكيد على حقوق وواجبات كل جانب من الجانبين وهو يؤكد على حقوق وواجبات الرجل وحقوق وواجبات المرأة.
وواجباتهم تجاه الأطفال ورعايتهم المادية والنفسية وتوفير جو أسرى هادئ ودافئ يساعدهم على النمو بشكل سليم كما يؤكد هذا التعريف على أهمية دور المرأة في بناء الأسرة ورعايتها، فالمرأة التي تكون حصلت على تعليم دراسي متقدم ولديها وظيفة يمكنها أن تساعد أسرتها في العديد من الأمور من الناحية النفسية والدراسية كما تساعد في زيادة موارد الأسرة بصفة عامة، وإن للتربية الإسلامية هدفان أساسيان هما تكوين الفرد وصقل شخصيته، والمساهمة في ترقية المجتمع وتطويره، ومن الجدير بالذكر أن قيام الأسرة بدورها في الرعاية والتربية باعتبارها المؤسسة التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذه المجالات من شأنه أن يساهم في إبراز أهميتها العظمى وهي الأهمية الاجتماعية.