شريط الاخبار

الأسرة وصلاح المجتمع

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الأسرة وصلاح المجتمعالأسرة وصلاح المجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الأسرة المسلمة نواة المجتمع الصالح، فصلاح الفرد من صلاح الأسرة، وصلاح المجتمع بأسره كذلك من صلاح الأسرة، واعلموا أن للأسرة أهمية بالغة في الإسلام والتشريع ولذلك جاء ضمن الأدبيات الشرعية ما يُعرف بالقوامة وهي حق من حقوق الزوج على زوجته فهو القائم على امر الأسرة والزوجة وما من شأنه حفظ كيان هذه الأسرة، وضمان مُضيها بتؤدة لشواطئ الإيمان والتوحيد، وإن رب الأسرة مطالَب بالتوازن بين مهام العمل والعبادة والتفرغ لمهام الأسرة، ليعطي كل ذي حق حقه، من حق الزوجة، وحق الأولاد، ورعاية الأسرة، التربية، وإذا كان رب الأسرة عاجزا عن توفير الوقت الذي يجتمع فيه مع نفسه أو بأفراد أسرته، يوجههم، يحدثهم، يستمع إليهم. 

 

يربيهم، يهذب أخلاقهم، إذا كان عاجزا عن توفير هذا الوقت، فسيندم ولات حين مندم، ولقد كان قول عتبة بن أبى سفيان لمؤدب ولده “ليكن أول إصلاحك لولدى إصلاح نفسك فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنته، والقبيح ما استقبحته، علمهم كتاب الله، وروهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تكرههم على علم فيملوه، ولا تدعهم فيهجروه، ولا تخرجهم من علم إلى علم حتى يُحكموه، فازدحام العلم في السمع مضلة للفهم، وعلمهم سير الحكماء وهددهم وأدبهم دونى، ولا تتكل على كفاية منك، واستزدني بتأثيرك، أزدك إن شاء الله تعالى” وقيل أن الأحمر النحوى قال “بعث إليّ الرشيد، لتأديب ولده محمد الأمين، فلما دخلت قال يا أحمر، إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه. 

 

وثمرة قلبه، فصيّر يدك عليه مبسوطة، وطاعتك عليه واجبة، فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقرئه القرآن، وعرّفه الآثار، وروّه الأشعار، وعلمه السنن، وبصّره مواقع الكلام وبدأه، وامنعه الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا إليه، ورفع مجالس القوّاد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فيها فائدة تفيده إياها، من غير أن تخرق به فتميت ذهنه، ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه، وقوّمه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما، فعليك بالشدة والغلظة” وقال العلامة ابن القَيم رحمه الله “فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدى، فقد أساء إليه غايةَ الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبل الآباء، وإهمالهم لهم.

 

وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا” فإن قراءة كتاب في فقه التربية الإسلامية للأولاد، ووضعه في مكتبة البيت، لن يكلفنا كثيرا من أموالنا وأوقاتنا، واستماع عدة محاضرات في فقه التربية لن يأخذ منا الكثير من أوقاتنا أيضا، في سبيل الوصول إلى فقه تربوي صحيح، وإن مطالعة القرآن وآياته الكريمة، ومطالعة السنة النبوية، وقَصص التربية، زاد كبير، ورصيد شرعى عظيم لمن أراد التوفيق والهداية، فلقد كان الناس وما زالوا يستبشرون ويتفاخرون بكثرة الأبناء ويراودهم حلم بأن يرزقهم الله ذرية طيبة حسني الخلق والخلقة، يتحلون بعقيدة سليمة صلبة وعبادة خاشعة وخلق أصيل وبعقول متفتحة واعية ونفسيات مستقرة وأجسام قوية ومعرفة بواقع الحياة وظروف العصر وبنفس تفيض خيرا وطهرا وعطاء، فهل يحقق الأبناء ذلك ؟ 

الأسرة وصلاح المجتمع

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار