
الأمل هو إنشراح النفس في وقت الضيق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، فاللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقدره العظيم أما بعد إن الأوطان من أغلى الأشياء لدي الإنسان لذلك يجب على الإنسان مسئولية تجاه وطنه في الدفاع عنه والمحافظة على أمنه وإستقراره ولكي نؤدي الواجب نحو الوطن علينا بالمعرفة الحقيقية لمفهوم الوطن وإن حدود الوطن التي تلزم التضحية في سبيل حريته وخيره، لا تقتصر على حدود قطعة الأرض التي يولد عليها المرء، بل إن الوطن يشمل القطر الخاص أولا، ثم يمتد إلى الأقطار الإسلامية الأخرى المرتبطة بالعقيدة.
فوطني مصر وسيناء، وكذلك فلسطين والقدس ومكة والمدينة وغيرها من بلاد العروبة والإسلام، وكذلك علينا بإصلاح النفس والمجتمع، فالنصر والتمكين من عند الله تعالي لا يعطيه إلا للمؤمنين الصادقين كما وهبه لأصحاب النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم فلابد من إحياء الإيمان في قلوب المسلمين، فالقوة الروحية لا بديل لها في المعارك بين الحق والباطل، وكذلك فهم طبيعة المعركة بيننا وبين عدونا، ووحدة الصف وعدم التنازع، ولا شك أن توحيد الصفوف وإجتماع الكلمة هما الدعامة الوطيدة لبقاء الأمة، ودوام دولتها، ونجاح رسالتها، ولئن كانت كلمة التوحيد هي عنوان الدخول في الإسلام، فإن توحيد الكلمة هي سر البقاء في الإسلام والإبقاء عليه، فأمرنا الله تعالى أن نكون صفاّ واحدا، ونهانا عن التفرق ففيه الشقاء والهزيمة، وكذلك علينا بقتل الهزيمة النفسية.
وبث روح الأمل والتفاؤل، فالأمل هو إنشراح النفس في وقت الضيق والأزمات بحيث ينتظر المرء الفرج واليسر لما أصابه، والأمل يدفع الإنسان إلى إنجاز ما فشل فـيه من قبل، ولا يمل حتى ينجح في تحقيقه، وإن أخطر ألوان الهزيمة هو أن تمتلئ القلوب باليأس والقنوط من رحمة الله تعالي، وأن تتفرغ القلوب من الأمل في وعد الله تعالى، والله تعالى حرم اليأس وندد باليائسين، ووعد بالنصر للمؤمنين في أكثر من آية في القرآن الكريم، فنحن في هذه الأيام في أمس الحاجة إلى أن نعيش الحياة وكلنا أمل في الله عز وجل حتى في أحلك الظروف واشتداد الكرب والأزمة، فيا أيها المسلمون علينا بالدفاع عن أرضنا ووطننا فإنها سيناء التي شهدت مهبط أمين الوحي جبريل بالتوراة على نبي الله موسى عليه السلام، حيث قال الله تعالى ” وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ”
بل قمة التكريم والتشريف لأرض سيناء أن تكون فى موضع قسم لله رب العالمين، حين أقسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون وطور سينين ومكة المكرمة، فما أروع وأجمل أن تكون سيناء بهذه المكانة العظيمة، حيث قال تعالى ” والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين ” وكفاك يا سيناء فخرا وشرفا أن الله سبحانه وتعالى لم يبارك فقط أرضك وترابك، بل كذلك نال التكريم والتشريف لشجر مبارك ينمو ويخرج في هذه البقعة المباركة من أرض الله ألا وهو شجر الزيتون، فقال تعالى ” وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ” وزيت الزيتون الذى يستخرج من شجر الزيتون، هو مبارك كذلك كما نعلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ” رواه الحاكم.