
الأمن والجبهه الداخليه
لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبي
بدعوة من السيد اللواء عمرو حلمي، مساعد السيد وزير الداخلية للأمن المركزي، ألقيت محاضرة عن محددات الأمن القومي المصري، وذلك خلال دورة “قائد كتائب الأمن المركزي”. والواقع أنني أُعجبت بتلك الفكرة الجديدة، التي تُطبق في قوات الأمن المركزي، لأول مرة، بهدف تخريج قادة لكتائب الأمن المركزي، المسؤولين عن حماية الأمن الداخلي للدولة، وتسليحهم بأحدث الموضوعات العلمية والعملية.
ترجع فكرة إنشاء الأمن المركزي في مصر، بمفهومها المتعارف عليه دولياً، عندما ظهرت، في العالم، فكرة “القوة الثالثة”، أو “Third Forces”، خلال الخمسينيات من القرن الماضي، إبان ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، عندما انتفض طلاب الجامعات، في فرنسا، في مظاهرات عارمة، بكافة المدن الفرنسية، لرفض الاحتلال الفرنسي للجزائر، والأسلوب الوحشي الذي كانت تتبعه لقمع حركة التحرير الجزائرية.
وفي محاولات قمع المظاهرات الجامحة لطلبة الجامعات الفرنسية، وجدت فرنسا أن تصدي الشرطة الفرنسية ليس كافياً، إذ لم يكن مع الشرطي الفرنسي، آنذاك، سوى صفارة وعصا صغيرة، مما اضطر فرنسا للاعتماد على قوات الجيش لقمع حركات الطلاب، ونزلت قوات الجيش، بالفعل، إلى الشارع، بالمجنزرات، وشبه الدبابات، والمدافع للتصدي لأولئك الطلبة، وهو ما تم بعنف شديد.
وهنا ظهرت فكرة إنشاء “القوة الثالثة”، لتكون وسطاً بين قوات الشرطة ذات التسليح المحدود، وقوات الجيش ذات العتاد الحربي، وأُطلق عليها في فرنسا اسم “الجندرما”، وتبعتها أمريكا بإنشاء “الحرس الوطني” استناداً إلى الفكرة الفرنسية، أما في مصر فقد أُطلقنا على تلك القوات “الأمن المركزي”.
تُستخدم تلك القوات، في جميع أنحاء العالم، في التصدي للمظاهرات وتأمين الأهداف الحيوية، مثل محطات الكهرباء، والسدود، والقناطر، خاصة في أوقات الحروب، أو الاضطرابات. ولعلنا نتذكر، بالأمس القريب، تصدي قوات الحرس الوطني الأمريكي، لأنصار الرئيس الأمريكي ترامب، الذين تظاهروا في واشنطن، واحتلوا مبنى “الكابيتول”، في أعقاب خسارته للانتخابات السابقة.
جدير بالذكر، أن مؤسسة جلوبال فاير باور، المعنية بتصنيف القوى العسكرية للدول، وغيرها من الجهات المنوطة بذات الشأن، عندما تصدر تقاريرها السنوية لترتيب مراكز القوات العسكرية للدول، تضع في حساباتها وجود القوة الثالثة، التي تُكلَّف في زمن الحرب بحماية المنشآت الحيوية، مما يعني تفرغ القوات المسلحة للأعمال القتالية، وهو ما يُعتبر أحد عناصر تقييم القوة العسكرية للدول.
لقد شعرت بسعادة بالغة وأنا أشهد ذلك المستوى الراقي، والمتقدم، في تدريب أفراد قوات الأمن المركزي المصري، ومنهج اختيار قادة الكتائب. كما سعدت كثيراً بلقاء السيد اللواء عمرو حلمي، مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي، الذي صحبني في جولة بالمبنى الجديد للإدارة العامة للعمليات بالأمن المركزي، فبهرني ما اطلعت عليه من تجهيزاته المتميزة.
الأمن والجبهه الداخليه
وازداد اطمئناني على بلدنا الغالية، بوجود رجالتها المخلصين، من أبناء قوات الأمن المركزي، الذين يحملون على عاتقهم مهمة تأمين الجبهة الداخلية.