أخبار ومقالات دينية

الأمن والحصانة من المنافقين

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الأمن والحصانة من المنافقين الأمن والحصانة من المنافقين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت كتب الفقه الإسلامي أنه للأمن والحصانة من مشاكل المنافقين قثد أرشد الله عز وجل عباده المؤمنين، فقال تعالى “وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط” فهذا هو السلاح الذي وضعه الله تعالى تحت أيدي المسلمين، وبه تتحطم وتتهاوى وتتساقط آمال المنافقين وتطلعاتهم، ومن هنا نتعلم أن الصبر والعمل الصالح أوفق الأبواب للتخلص من هذا الفريق، وأيضا من وسائل الأمن والإستقرار هو ضمان الحاجة إلى الغذاء وهو ركن آخر من أركان الرفاه الاقتصادي والأمن الاجتماعي، فالبلدان التي تعاني من الفقر والفاقة هي البلدان التي تشهد الاضطرابات بينما البلدان الغنية هي أكثر استقرارا وأمنا، وهذا لايعني انعدام الحوادث فيها. 

 

ربما تأتي بعض الأزمات بسبب الغنى سيما إذا اضطربت المعايير الأخلاقية في المجتمع وسادت الممارسات التي يفرزها الغنى كشرب الخمر وتناول المخدرات وانتشار المافيات، لكن على العموم يمكن لنا أن نقيس تقدم وازدهار واستقرار البلدان إلى عامل الوفرة الغذائية كأحد العوامل المؤثرة في الاقتصاد والرفاه وهذه الحقيقة أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى ” فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” فالعبادة كقيمة معنوية لا يمكن فرضها إلا في حالة الاستقرار وفي حالة التوازن النفسي والاجتماعي وهذا ما لا يتأتى إلا بخطوتين الأولى تأمين الجانب الغذائي للبشرية، والثانية ضمان الأمن وازالة المخاوف، فالغذاء أولا وقبل كل شيء. 

 

فقبل أن تطالب الإنسان بأية مسؤولية لابد من تأمين حاجاته إلى الغذاء، وقد رعى الإسلام هذا الموضوع أشد اهتمام فبالغ في دفع المسلمين إلى الزراعة وتنمية القدرات الانتاجية لتوفير سلة الغذاء للمواطنين، فمن ناحية أخرى كافح البطالة بشتى السُبل، ومن جانب آخر أعطى ضمانات مالية لكل من هو عاجز عن العمل لأسباب صحية تعيقه عن القيام بأعباء الحياة، وبهذا حل الإسلام أزمة الغذاء وإلى الأبد ممهدا الطريق أمام الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي وكل الأهداف التي يسعى من أجلها المجتمع الإسلامي، وعند إعادة قراءة المقومات السابقة لا نجد صعوبة في القول إن جميعها تتداخل بشكل وآخر مع هذا العامل وهو توفير الحاجات الغذائية للإنسان.

 

فالقانون لا يمكن تطبيقه إلا بإزالة المجاعة من المجتمع، وتوفير الغذاء، والتكافل الاجتماعي حلقتان متداخلتان، وأساس التعايش هو التعاون الذي يقوم بين أبناء الشعب الواحد في توفير سبل الحياة والعيش الكريم، والتسامح وإشباع الحاجة إلى الطعام عاملان متداخلان أيضا، والتعاون الاقتصادي أحد أسسه هو التعاون على توفير المحصول الزراعي سواء بواسطة الزراعة أو التجارة أو الصناعة، والمشاركة السياسية لا يُمكن بلوغها إلا عندما تكون الأفواه مملوءة بالطعام. 

الأمن والحصانة من المنافقين

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار