أخبار ومقالات دينية

النعمان يضرب بالسوط من أجل القضاء

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن النعمان يضرب بالسوط من أجل القضاء النعمان يضرب بالسوط من أجل القضاء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن المذاهب الأربعة، وعن صاحب المذهب الحنفي أبي حنيفة النعمان، ولقد عاصر أبي حنيفة عصر العباسيين، وقيل أنه عندما دعا أبو جعفر المنصور أبا حنيفة ليتولى القضاء امتنع، فطلب منه أن يرجع إليه القضاة فيما يشكل عليهم ليفتيهم فامتنع، فأنزل به العذاب بالضرب والحبس، أو الحبس وحده على اختلاف الروايات، ويروى أن أبا جعفر حبس أبا حنيفة على أن يتولى القضاء ويصير قاضي القضاة، فأبى حتى ضُرب مئة وعشرة أسواط، وأخرج من السجن على أن يلزم الباب، وطلب منه أن يفتي فيما يرفع إليه من الأحكام، وكان يرسل إليه المسائل، وكان لا يفتي، فأمر أن يعاد إلى السجن، فأعيد وغلظ عليه وضُيق تضييقا شديدا. 

 

وقد اتفق الرواة على أنه حُبس، وأنه لم يجلس للإفتاء والتدريس بعد ذلك، إذ إنه مات بعد هذه المحنة أو معها، ولكن اختلفت الرواية أمات محبوسا بعد الضرب الذي تكاد الروايات تتفق عليه أيضا؟ أم مات محبوسا بالسم فلم يُكتفى بضربه بل سقي السم ليعجل موته؟ أم أطلق من حبسه قبل موته فمات في منزله بعد المحنة ومُنع من التدريس والاتصال بالناس؟ وقد عرف عن الامام أبي حنيفة قلت مؤلفاته والتي منها الفقه الأكبر، والفقه الأوسط، والعالم والمتعلم، والرسالة لمقاتل بن سليمان صاحب التفسير، والرسالة لعثمان البتي فقيه البصرة، والوصية وهي وصايا عدة لأصحابه، وجُمع حديث أبي حنيفة في سبعة عشر مسندا، وكان أبو حنيفة أول من صنف في الحديث النبوي الشريف.

 

مرتبا على أبواب الفقه، وكان للامام ابو حنيفة العديد من التلاميذ منهم، أبو يوسف وهو يعقوب بن ابراهيم الأنصاري ولد سنة مائة وثلاثة عشر للهجرة ولما شب اشتغل بالحديث فنبغ فيه وأخذ الفقه عن ابن أبي ليلى ثم انقطع إلى أبي حنيفة، وقد رحل إلى الحجاز وأخذ عن الإمام مالك وناظره في بعض المسائل ولذا كان يعتبر أول من قرب بين مدرستي أهل الحديث وأهل الرأي، وقد تولى القضاء سبع عشرة سنة في زمن الهادي والمهدي والرشيد، ويقال أن مؤلفاته بلغت أربعين كتابا لم يبق منها إلا أربعة كتب وأشهرها “الخراج” ومن تلاميذه أيضا هو زفر بن الهذيل، هو زفر بن الهذيل بن قيس الكوفي ولد سنة مائة وعشر للهجرة وكان من أهل الحديث ثم بلغ عليه الرأي. 

 

وقد شهد الإمام أبوحنيفة بأن زفر إمام من أئمة المسلمين وعلم من أعلامهم، وتوفي سنة مائة وثمانى وخمسون للهجرة، فهو أقدم أصحاب أبي حنيفة موتا، وكان من تلاميذه أيضا ابن الحسن الشيباني، وهو محمد بن الحسن الشيباني ولد بالعراق سنة مائة وواحد وثلاثين للهجرة أو أوائل سنة مائة واثنين وثلاثين للهجرة ونشأ بالكوفة، ودرس فقه العراق على أبي حنيفة وأبي يوسف، ورحل إلى الإمام مالك فأخذ عنه فقه أهل الحجاز وروى عنه الموطأ. 

النعمان يضرب بالسوط من أجل القضاء

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار