مقالات

الإختبارات الصعبة لأمهات المؤمنين

الإختبارات الصعبة لأمهات المؤمنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد الله رب العالمين معز الموحدين ومذل المشركين ناصر دينه نهى عن عبادة الأوثان وأمر بتوحيده ووعد من حققه أجزل الثواب وأتم الرضوان وتوعد بمن أشرك به بالهوان وأشد العذاب وأعظم العقاب أرسل رسوله بالهدى وتهديم الأصنام والأوثان وتحقيق التوحيد فلم يدع باب للشرك إلا سده ولا طريق إلى النار إلا بينه وحذر منه طاعة لربه وإمتثالا لأمره فنصح الأمة وبلغ الرسالة وأدا الأمانة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن أمهات المؤمنين، وإن من أمهات المؤمنين هي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولدت في بيت الصدق والتقوى، أمها صحابية، وأختها أسماء ذات النطاقين صحابية، وأخوها صحابي، ووالدها صديق هذه الأمة، وعلاّمة قريش ونسّابتها.

منحها الله تعالي ذكاء متدفقا وحفظا ثاقبا، وقال ابن كثير رحمه الله ” لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها” وقال الإمام الذهبي رحمه الله “أفقه نساء الأمة على الإطلاق، ولا أعلم في أمة محمد، بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها” وأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام” رواه البخاري ومسلم، وقد أحبها النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وما كان ليحب إلا طيّبا، ويقول عمرو بن العاص أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال عائشة، قلت فمن الرجال؟ قال أبوها” رواه البخاري، ولم يتزوج النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، ولا نزل الوحي في لحاف امرأة سواها، فكانت رضي الله عنها عفيفة في نفسها، عابدة لربها، لا تخرج من دارها إلا ليلا لئلا يراها الرجال.

محققة قول الله تعالي ” وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي ” وتقول رضي الله عنها عن نفسها كنا لا نخرج إلا ليلا، وقد ابتليت في عرضها بما قاله أهل الإفك، وعمرها اثنا عشر عاما، والله يبتلي من يحب من عباده، قالت فبكيت حتى لا أكتحل بنوم، ولا يرقأ لي دمع، حتى ظن أبواي أن البكاء فالق كبدي واشتد بها البلاء، وقال ابن كثير رحمه الله فغار الله لها، وأنزل براءتها في عشر آيات تُتلى على الزمان، فسما ذكرها وعلا شأنها وشهد الله تعالي لها بأنها من الطيبات، ووعدها بمغفرة ورزق كريم، ولم تزل ساهرة على نبينا المصطفي صلى الله عليه وسلم، تمرضه وتقوم بخدمته، حتى توفي في بيتها، ورأسه بين صدرها ونحرها، ولقد كان هناك بعض الإختبارات لأمهات المؤمنين رضي الله عنه جميعا، تبين لنا بوضوح وجلاء أنهن رضي الله عنهن.

كن جديرات بهذا التكريم وأهلا لهذا الفضل، فأول هذه الإختبارات هو ما جاء في قوله تعالى ” يأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ” وهذا الإختبار الصعب شكين إليه خشونة العيش وقلة حظهن من متاع الدنيا فماذا حدث ؟ وروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم، منذ قدم المدينة، من طعام البُرّ ثلاث ليال تباعا، حتى قبض ” رواه البخاري، وكما وت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أَدم وحشوه من ليف ” رواه البخاري، وكما قال قتادة كنا نأتي أنس بن مالك رضي الله عنه ” وخبّازه قائم فقال كلوا فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا حتى لحق بالله ” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى