
الإسلام دين يوصل إلى الخير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، أما بعد إن إستهداف جماعة من الآمنين في الأحياء، وإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي دون تمييز، ليقتل منهم من يقتل، ويجرح من يجرح، ليس من دين الله تعالى في شيء، ويخشى أن يكون من مكر الأعداء بأيدي بعض الجهلة الأغرار الذين ركبوا موجة الغلو والعنف لإثارة الفتنة بين أهل القبلة من المسلمين، ولو ثارت فلن تكون في صالح أحد إلا الأعداء.
المتربصين الذين يذكون نيران الفتنة وينفخون فيها لرفع الأمن والإستقرار من بلاد المسلمين، وإحلال الخوف والفوضى فيها لتحقيق أهدافهم في إستعمار بلاد المسلمين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا” وإن من حق كل إنسان أن ينجح، وأن يحقق النجاح لنفسه وفي وطنه، وأن يسهم في نجاح غيره، لا أن يكون عائقا، يوفر كل أسباب الفشل، قاطعا للطريق، وإن ضعفت همته، عن عمل الخير، يكف عن الناس أذاه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك” وقال صلى الله عليه وسلم ” مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت” فالإسلام دين يوصل إلى الخير، ويسعى إلى كبح الشر، ونشر السلم وإلى الإستقرار.
وإلى تحقيق أمن بفكر آمن يلازمه، ونهى بذلك عن التحاسد والتباغض والتدابر، فالتنافس له ضوابط شرعية وإخلاص، ولا يتكلم في العقاب والحدود إلا خاصته، العارفون به، والراسخون في العلم لتنفيذه، فقال الله تعالى فى سورة الأنعام ” الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” وفساد ذات البين تحلق الدين، وتدفع إلى زرع روح الإنتقام في النفوس، فقال الله سبحانه وتعالى فى سورة المائدة ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ” وقال أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أحدثكم بما هو خير لكم من الصدقة والصيام، صلاح ذات البين، ألا وإن البغضة هي الحالقة” فقدّم ذلك على الصيام والصدقة، وإن كانت البغضاء موجودة جعل لها الدواء أولا لأنها تقضي على الدين وتستأصله.
وخسارة الإنسان الحقيقية هي خسارة دينه، وجاء أيضا في الحديث الشريف “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله” وقال صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” وصلاح الفرد من صلاح المجتمع، والمجتمع الذي لا يسعى إلى فكر آمن إلى السلم والإستقرار، لتسلم القلوب والنفوس للنجاة إلى المصالح الكلية التي هي قوام الدنيا بالدين، ويعيش هذا المجتمع في صراع نفسي يحمل هم العداوات والبغضاء والشحناء التي لا تنتهي يفشل لا محالة وإن توفرت له أسباب النجاح.
الإسلام دين يوصل إلى الخير