المقالات

الإمام الفقية النعمان الفارسي

جريدة موطنى

 الإمام الفقية النعمان الفارسي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام الفقية النعمان الفارسي

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلام وكتب السير الكثير والكثير عن العلماء والفقهاء في الإسلام وعن أئمة المسلمين والذي كان منهم الإمام النعمان بن ثابت بن المَرزبان، هو الإمام أبو حنيفة، وهو الذي قال عنه وكيع بن الجراح شيخ الشافعي”كان أبو حنيفة عظيم الأمانة، وكان يُؤثر الله على كل شيء، ولو أخذته السيوف في الله تعالى لاحتملها” وقال الإمام الشافعي “ما طلب أحد الفقه إلا كان عيالا على أبي حنيفة، وما قامت النساء على رجل أعقل من أبي حنيفة” وقال الإمام أحمد بن حنبل “إن أبا حنيفة من العلم والورع والزهد وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضُرب بالسياط ليوالي للمنصور فلم يفعل، فرحمة الله عليه ورضوانه” 

 

وقال الإمام أبو يوسف “كانوا يقولون أبو حنيفة زينه الله بالفقه، والعلم، والسخاء، والبذل، وأخلاق القرآن التي كانت فيه” وقال عنه الإمام سفيان الثوري “ما مقلت عيناي مثل أبي حنيفة” وكان مضرب المثل في الرأي والحكمة والعقل، أثنى عليه علماء كثر، فقال عنه الإمام الشافعي “الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة” وقال عنه الإمام مالك “لو أراد أبو حنيفة أن يُقنع الناس أن هذه السارية، أي العمود ذهبا لأقنعهم” وكان لا يخجل أن يروي العلم عن من هو أصغر منه سنا، فقد روى عن مالك بن أنس وهو أصغر منه سنا، وكذلك روى عن شيبان النحوي وهو أيضا أصغر منه سنا، وقد تعرض في حياته لمحنتين عظيمتين، وكانت الثانية أعظم من سابقتها، واحدة في عهد الدولة الأموية والأخرى في عهد الدولة العباسية. 

 

فقد تعرض الإمام أبو حنيفة النعمان لمحنة في عهد الدولة الأموية وأخرى في عهد دولة بني العباس، وقد عاصر الإمام الدولتين وكانت معظم حياته أيام الأمويين، ففي أيام الأمويين طلب ابن هُبيرة، وكان والي الكوفة وقتها من الإمام أبي حنيفة أن يتولى قضاء الكوفة، فرفض الإمام أبو حنيفة النعمان ذلك، فجلده ابن هبيرة مائة سوط ورفض الإمام ولم يلين، فعندما رآه ابن هبيرة كذلك خلى سبيله، ثم لما تولي أبو جعفر المنصور خلافة العباسيين طلب من الإمام أبي حنيفة أن يكون قاضي القضاة، وهذا منصب له أوزار كثيرة كما يرى الإمام أبو حنيفة النعمان، فرفض ذلك، فأقسم المنصور أن يكون أبو حنيفة القاضي، وأقسم أبو حنيفة النعمان ألا يستلم ذلك المنصب.

 

فحبسه المنصور وأذاقه من الويلات في سجنه ما لا يحتمله من هو في ريعان الشباب بل أن يحتمله ابن السبعين عاما، فتوفّي رحمه الله في سجنه، وكان ذلك سنة مائة وخمسون من الهجرة، بعد أن قضى حياته عابدا صائما ساجدا راكعا وقد حجّ خمسا وخمسين مرة، وكان يختم القرآن في كل يوم مرة، وعندما مات صلى عليه الناس ست مرات لشدة ازدحامهم عليه، فرحمه الله وعوض المسلمين خيرا.  

 الإمام الفقية النعمان الفارسي

 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار