المقالات

سحنون وابن وهب مع أبي القاسم

جريدة موطنى

سحنون وابن وهب مع أبي القاسم

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

سحنون وابن وهب مع أبي القاسم

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلام وكتب السير الكثير والكثير عن العلماء والفقهاء في الإسلام وعن أئمة المسلمين والذي كان منهم الإمام ابن القاسم عالم الديار المصرية ومفتيها أبو عبد الله العتقي وهو الذي روي عنه سحنون فيقول لما حججنا كنت أزامل ابن وهب وكان أشهب يزامله يتيمه وكان ابن القاسم يزامله ابنه موسى فكنت إذا نزلت ذهبت إلى ابن القاسم أسائله من الكتب وأقرأ عليه إلى قرب الرحيل فقال لي ابن وهب وأشهب لو كلمت صاحبك يفطر عندنا، فكلمته فقال إنه ليثقل علي ذلك، قلت فبم يعلم القوم مكاني منك ؟ فقال إذا عزمت على ذلك فأنا أفعل فأتيت فأعلمتهما فلما كان وقت التعريس قام معي فأصبت أشهب وقد فرش أنطاعه. 

 

وأتى من الأطعمة بأمر عظيم وصنع ابن وهب دون ذلك فلما أتى عبد الرحمن، سلم وقعد ثم أدار عينه في الطعام، فإذا سكرجة فيها دقة فأخذها بيده فحرك الأبزار حتى صارت ناحية ولعق من الملح ثلاث لعقات وهو يعلم أن أصل ملح مصر طيب ثم قام وقال بارك الله لكم واستحييت أن أقوم قال فتكلم أشهب وعظم عليه ما فعل قال له ابن وهب دعه، دعه وكنا نمشي بالنهار ونلقي المسائل فإذا كان في الليل قام كل واحد إلى حزبه من الصلاة، فيقول ابن وهب لأصحابه ما ترون إلى هذا المغربي يلقي المسائل بالنهار وهو لا يدرس بالليل ؟ فيقول له ابن القاسم هو نور يجعله الله في القلوب، قال ونزلنا بمسجد ببعض مدائن الحجاز فنمنا فانتبه ابن القاسم مذعورا، فقال لي يا أبا سعيد رأيت الساعة. 

 

كأن رجلا دخل علينا من باب هذا المسجد ومعه طبق مغطى وفيه رأس خنزير، أسأل الله خيرها فما لبثنا حتى أقبل رجل معه طبق مغطى بمنديل وفيه رطب من تمر تلك القرية فجعله بين يدي ابن القاسم وقال كل، قال ما إلى ذلك من سبيل، قال فأعطه أصحابك قال أنا لا آكله أعطيه غيري فانصرف الرجل فقال لي ابن القاسم هذا تأويل الرؤيا وكان يقال إن تلك القرية أكثرها وقف غصبت، وقال الحارث بن مسكين كان ابن القاسم في الورع والزهد شيئا عجيبا، وعن ابن القاسم عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لو لبثت في السجن مثل ما لبث يوسف ثم جاءني الداعي لأجبته الحديث” 

 

وعن سحنون قال أخبرني عبد الرحمن بن القاسم عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “قال الله إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه” وعن عبد الرحمن بن القاسم عن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين” رواه مسلم، وقال أبو سعيد بن يونس ولد ابن القاسم سنة اثنتين وثلاثين ومائة وتوفي في شهر صفر سنة إحدى وتسعين ومائة رحمه الله عاش تسعا وخمسين سنة، وقيل توفي رحمة الله بمصر ليلة الجمعة لتسع خلون من شهر صفر سنة إحدى وتسعين ومائة، بعد قدومه من مكة. 

سحنون وابن وهب مع أبي القاسم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار