المقالات

الإمام القاضي أبو الخير الشيرازي

جريدة موطنى

الإمام القاضي أبو الخير الشيرازي

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

الإمام القاضي أبو الخير الشيرازي

ذكرت المصادر الكثير عن الإمام البيضاوي وهو عبد الله بن عمر البيضاوي وهو الإمام القاضي أبو الخير الشيرازي، وقد أخذ عن الإمام البيضاوي من لا يحصى كثرة من التلامذة، عرف منهم الشيخ الإمام فخر الدين أبو المكارم أحمد بن الحسن الجاربردي، وقد شرح المنهاج في أصول الفقه لشيخه، وتصريف ابن الحاجب وله حواش مشهورة على الكشاف، والشيخ كمال الدين أبو القاسم عمر بن إلياس بن يونس المراغي أبو القاسم الصوفي، وقرأ عليه المنهاج والغاية القصوى والطوالع، والشيخ جمال الدين محمد بن أبي بكر بن محمد المقرئ، وكان صاحب تصانيف فائقة، والشيخ روح الدين بن الشيخ جلال الدين الطيار، والقاضي رزين الدين علي بن روزبها بن محمد الخنجي، وكان عالما ورعا صالحا جمع بين المعقول والمنقول. 

 

وصنف في الفروع والأصول وشرح كتاب الغاية القصوى لشيخه، والقاضي روح الدين أبو المعالي، وشرح كتاب الغاية القصوى كذلك، وأيضا تاج الدين الهندي، وقد امتاز الإمام البيضاوي بتصانيفه البديعة المشهورة والتي تنوعت فنونها، منها التفسير المسمى بأنوار التنزيل وأسرار التأويل، واشتهر وبهر وتلقاه العلماء بالقبول، وذاع ذكره في سائر الأقطار وسار مسير الشمس في رابعة النهار، واشتغل به العلماء إقراء وتدريسا وشرحا، وظل يدرس بالأزهر وغيره من معاهد العلم قرونا عديدة، وهو كتاب عظيم الشأن غني عن البيان لخص فيه من الكشاف ما يتعلق بالإعراب والمعاني والبيان، ومن التفسير الكبير ما يتعلق بالحكمة والكلام، ومن تفسير الراغب ما يتعلق بالاشتقاق. 

 

وغوامض الحقائق ولطائف الإشارات، وضم إليه ما رواه زناد فكره من الوجوه المعقولة والتصرفات المقبولة، فكان تفسيره يحتوي فنونا من العلم وعرة المسالك وأنواعا من القواعد مختلفة الطرائق، ثم إن هذا الكتاب رزق من عند الله سبحانه وتعالى بحسن القبول عند جمهور الأفاضل والفحول فعكفوا عليه بالدرس والتحشية فمنهم من علق تعليقة على سورة منه، ومنهم من كتب على بعض مواضع منه، ومنهم من حشى تحشية تامة، ومن أوائلها حاشية أبي بكر بن الصائغ الحنبلي، المسماة الحسام الماضي وإيضاح غوامض القاضي، واحتوت على علوم جمة وفوائد كثيرة، ومنها حاشية الشيخ محمد بن قرة منلا الخسرواني، وهي من أحسن التعاليق وأرجحها، ومنها حاشية محمد بن محمد بن عبد الرحمن. 

 

القاهري الشافعي بن إمام الكاملية، وهي مطولة اشتهرت وتداولها الناس كتابة وقراءة، ومنها حاشية الشيخ الصديقي الخطيب الإمام العالم الفاضل الكازروني، وأورد فيها ما لا يحصى من الرقائق والحقائق، وقد طبعت مع التفسير في خمسة أجزاء بطهران عام ألف ومائتان واثنين وسبعين من الهجرة، ثم بمطبعة الميمنية عام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة، وحاشية محمد بن مصلح الدين القوجوي الشهير بشيخ زاده، وهي من أعظم الحواشي نفعا وأكثرها فائدة وأسهلها عبارة كتبها على سبيل الإيضاح والبيان، في ثماني مجلدات ثم اختصرها بعد ذلك فعمت بركتها واستعملها العلماء وانتفع بها الطلاب، وقد طبعت في ثلاث مجلدات ببولاق عام ألف ومائتان وثلاث وستين من الهجرة، باعتناء وضبط الشيخ قطة العدوي. 

الإمام القاضي أبو الخير الشيرازي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار